• اقتراب المعارك من دمشق والعربي يتمنى على روسيا والصين تغيير موقفيهما والمجلس الوزاري العربي يبحث مستقبل بعثة المراقبين في 5 فبراير
    تصغير الخط تكبير الخط طباعة المقالة

    دمشق ـ عبد القادر السيد   -   2012-01-29

    أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 66 قتيلاً على الأقل الاحد برصاص الأمن السوري، في حين تحدث ناشطون وسكان عن مقتل نحو 22 عسكرياً من الجيش النظامي السوري.

    وقال نشطاء إن آلاف الجنود السوريين انتقلوا إلى ضواح في دمشق سقطت في أيدي المنشقين الاحد، مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين بعد يوم من قيام جامعة الدول العربية بوقف عمل بعثة المراقبة بسبب تصاعد العنف.

    وقال نشطاء إن نحو ألفي جندي على متن حافلات وحاملات جند مدرعة، إلى جانب 50 دبابة على الأقل وعربة مدرعة، انتقلوا فجراً إلى الغوطة الشرقية على أطراف دمشق لتعزيز القوات المحيطة بضواحي سقبا وحمورية وكفر بطنا.

    وقد أعلن الناطق باسم «الجيش السوري الحر»، أن المعارك بين عناصر جيشه والجيش النظامي اقتربت من العاصمة خلال الساعات الماضية، مشيراً الى «هجمة شرسة للنظام لم يسبق لها مثيل» تستهدف عدداً من المناطق في ريف دمشق القريب والأبعد وحماة في وسط البلاد.

    وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا في صريحات صحافية، إن «المعلومات والتقارير الواردة من مجموعات الجيش الحر على الارض داخل سورية، تشير الى انشقاقات واشتباكات، بعضها على مسافة ثمانية كلم من العاصمة، مما يدل على اقتراب المعارك من دمشق».

    وأوضح ان الانشقاقات وقعت في بلدات عدة، بينها جسرين وعين ترما وحمورية وصقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان (ريف دمشق والغوطة) حيث سجلت ايضاً اشتباكات عنيفة.

    وذكر ان معظم الجنود المنشقين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية التحقوا بالجيش السوري الحر.

    وقال النعيمي إن حصيلة الجنود الذين انشقوا السبت في الرستن في محافظة حمص وصل الى حوالى خمسين عسكرياً وضابطاً، بينهم انشقاق كبير من حاجز لكتيبة الهندسة. وتم خلال عمليات الانشقاق هذه تدمير آليات وحواجز للجيش النظامي قبل انسحابهم والتحاقهم بالجيش الحر.

    وترافقت هذه العمليات مع اشتباكات مسلحة، وفق النعيمي، الذي اعتبر ان «عناصر الجيش السوري الحر وان كانوا اقل تسليحاً، لكنهم خفيفو الحركة ولا يعرف النظام من اين يخرجون له، فيفقد صوابه وتزداد وتيرة قمعه».

    وقال إن النظام «يستخدم كل ما لديه من قوة لقمع المتظاهرين والمواطنين العزل»، مشيراً الى «هجمة شرسة يستخدم فيها القصف المدفعي والرشاشات الثقيلة بكثافة نارية لم تحصل سابقاً» وتستهدف دوما وحرستا وصقبا واجمال الغوطة الشرقية ومنطقة القلمون (45 كلم عن دمشق)، لا سيما رنكوس، حيث تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر.

    وأشار النعيمي الى ان بلدة رنكوس «محاصرة بأكثر من ستين دبابة ومدرعة».

    بان كي مون يحث على وقف العنف

    يأتي ذلك فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد لوقف عمليات القتل في بلاده.

    وقال بان كي مون في تصريحات للصحافيين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا حيث كان يشارك في افتتاح قمة الاتحاد الإفريقي الأحد: يتعين على الأسد أولا وقبل كل شيء أن يوقف سفك الدماء فورا، فالقيادة السورية يجب أن تقوم بعمل حاسم في هذا الوقت لوقف هذا العنف.

    وأضاف بان كي مون: يتعين على الأسد كزعيم أن يتحمل مسؤولية مهمة لحل هذا الوضع والدخول في حوار سياسي.

    ووفقا لإحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية فان 232 شخصا على الأقل قتلوا منذ الثلاثاء الماضي من بينهم 147 مدنيا.

    ويضاف هذا العدد إلى أكثر من 5400 شخص قالت الأمم المتحدة الشهر الماضي أنهم قتلوا في التمرد ضد النظام الذي اندلع في منتصف مارس /آذار الماضي. الجامعة العربية

    في غضون ذلك أعلن أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية للصحافيين الأحد أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في الخامس من فبراير/ شباط المقبل في القاهرة لبحث وضع بعثة المراقبين العرب في سورية التي تقرر تعليق عملها.

    وقال بن حلي تصريحات للصحافيين الأحد إن "وزراء الخارجية سيناقشون وضع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الموجودة في سورية والمتوقفة عن العمل الآن لاتخاذ القرار المناسب سواء بدعمها أو سحبها أو تعديل مهمتها".

    وكان الأمين العام للجامعة العربية قرر السبت وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سورية متهما الحكومة السورية بتصعيد الخيار الأمني.

    الصين وروسيا

    وأعرب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي عن أمله في أن يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري إعداده في مجلس الأمن الدولي لدعم المبادرة العربية لإنهاء الأزمة في سورية.

    وقال العربي في تصريحات للصحافيين في مطار القاهرة الأحد قبل أن يتوجه إلى نيويورك حيث سيعرض على مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المبادرة العربية الأخيرة لتسوية الأزمة السورية إن "هناك اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع في سورية ويحدوني الأمل في أن يتغير موقف البلدين من مشروع القرار المعروض على مجلس الأمن والذي يستهدف دعم المبادرة العربية".

    وأكد العربي أن قرار الجامعة العربية السبت بوقف عمل بعثة مراقبيها في سورية اتخذ بسبب تدهور الأوضاع هناك بشكل كبير ضمانا لسلامة المراقبين.

    وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الأحد الماضي الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى بدء حوار سياسي جاد لا يتجاوز أسبوعين من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وطالبوا الرئيس السوري بشار الأسد بتفويض صلاحيات كاملة إلى نائبه الأول للتعاون مع هذه الحكومة.

    وقرر الوزراء إبلاغ مجلس الأمن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته بدعمها. ودعت دول أوروبية وعربية مجلس الأمن إلى دعم الخطة العربية، فيما أعلن دبلوماسيون أن الدول الأوروبية والعربية التي تقف وراء مشروع القرار حول سوريا في مجلس الأمن الدولي تعمل على إعادة صياغة النص بعد تعليق مهمة المراقبين العرب في هذا البلد.

    66 قتيلا في أعمال العنف

    ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف في سوريا حصدت الأحد 66 قتيلا بينهم 26 مدنيا.

    وقال المرصد الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له إن "الشهداء المدنيين الـ 26 سقطوا في مناطق إدلب ودرعا وحمص وريف دمشق وحماة وحي جوبر في مدينة دمشق"، لافتا أيضا إلى "مقتل تسعة منشقين في ريف دمشق وإدلب وحماة وحمص و26 عنصرا من الجيش النظامي في إدلب وريف دمشق وخمسة من عناصر الأمن قرب مدينة الزبداني" شمال غرب دمشق وفي إدلب.

    وأفادت التقارير بمقتل 26 شخصا على الأقل نتيجة الاشتباكات التي وقعت في ضواحي العاصمة دمشق التي وصفها ناشطون بأنها الأعنف منذ اندلاع الانتفاضة. ويقول الناشطون إن أكثر من 2000 جندي و 50 دبابة استخدمت لتعزيز العملية العسكرية الأحد.

    وقال ناشطون إن 14 مدنيا وخمسة من الثوار قتلوا في أنحاء مختلفة من العاصمة دمشق الأحد، بينما أفادت تقارير بمقتل 12 شخصا السبت.

    في غضون ذلك أفادت لجان التنسيق المحلية بخروج عشرات المظاهرات المطالبة بإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد رغم العمليات العسكرية العنيفة التي تقودها قوات الأمن و الجيش.

    وعلى صفحة «تنسيقية رنكوس للثورة السورية» على موقع «فايسبوك» الالكتروني للتواصل الاجتماعي، تتوالى منذ صباح امس الاخبار حول معارك عنيفة وقصف للبلدة.

    ونشر على الصفحة نداء استغاثة جاء فيه «اهالي رنكوس المنكوبة يناشدون كل ضمير حي، رنكوس تنزف بشدة».

    في حماة، قال النعيمي إن «النظام يقوم بالانتقام من المدينة بشكل منهجي، بقتل المدنيين العزل والأطفال».

    وتوقع استمرار «النظام في وتيرة القمع والقتل» بعد تعليق المراقبين العرب مهمتهم في سورية.

    وقال ان «النظام لم يراع وجود المراقبين، بل قتل عدداً كبيراً من الناس خلال وجودهم، وأتوقع ان يستمر في القتل، سواء بقي المراقبون في البلاد أم خرجوا منها».

    وتابع «خلال قيام المراقبين بمهمتهم، حاول النظام التعمية وابتز المراقبين في اماكن عدة... ليصمتوا عن الحق، وحاول ان يبعدهم عن المناطق الساخنة. إنه ماض في خطته، معتقداً ان الحل الامني او القمعي هو الأسلوب الوحيد للبقاء في السلطة». وأكد في المقابل ان الجيش الحر «ماض في الدفاع عن المواطنين المدنيين العزل بكل ما أوتي من قوة».

    وفي ريف دمشق، قال نشطاء إن قوات الأمن قتلت خمسة مدنيين على الأقل أمس في هجوم للسيطرة على الضواحي الكبيرة للعاصمة دمشق، والتي خضعت لسيطرة قوات معارضة.

    وقال نشطاء إن آلاف الجنود السوريين انتقلوا إلى ضواح في دمشق سقطت في أيدي المنشقين.

    وقال رائد، وهو ناشط في سقبا : «المساجد تحولت إلى مستشفيات ميدانية، وهي في حاجة إلى الدم. قطعوا الكهرباء. محطات الوقود خالية والجيش يمنع الناس من مغادرة المنطقة للحصول على الوقود للمولدات أو للتدفئة».

    وذكر نشطاء وسكان أنه بمقتل الخمسة يرتفع عدد القتلى في الضواحي إلى 17 منذ السبت، عندما أطلق الجيش هجوما على قوات معارضة سيطرت عليها الأسبوع الماضي.

    فيما قال المرصد السوري إن «اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والجيش النظامي السوري الذي اقتحم بلدات كفربطنا وعين ترما في الغوطة الشرقية بنحو 50 آلية عسكرية مدرعة بينها 32 دبابة حديثة».

    وقال نشطاء وسكان في بلدة قريبة من بلدة رنكوس، إن القوات الحكومية قتلت 33 شخصاً على الأقل في رنكوس الواقعة قرب الحدود مع لبنان خلال الأيام القليلة الماضية في هجوم استهدف ملاحقة جنود منشقين عن الجيش.

    وأضافوا أن رنكوس -وهي بلدة جبلية يسكنها 25 ألف نسمة وتقع على بعد 30 كيلومتراً شمالي دمشق- تتعرض لقصف بالدبابات منذ الأربعاء الماضي عندما حاصرها عدة آلاف من قوات الجيش بقيادة الفرقة الرابعة.

    وذكر مقيم في بلدة صيدنايا المجاورة: «تمكنا من الاتصال بأشخاص هناك قالوا إن القصف دمر عشرة مبان على الأقل»، وأضاف أن عشرات الجنود انشقوا وتوجهوا للمساعدة في الدفاع عن رنكوس. وأردف: «تمت إقامة معسكر من الخيام للجيش قرب مدخل رنكوس. فر معظم السكان إلى القرى المجاورة».

    وفي حلب، وردت أنباء عن تطويق المدينة بالدبابات والحواجز الأمنية، حيث استيقظ أهالي حلب في المناطق الشرقية على حدود المدينة صباح امس على أصوات ناقلات الدبابات التي تتمركز على حدود المدينة، وتوقفت القوات في بلدة دارة عزة القريبة من المدينة.

    وأفادت مصادر المعارضة بأن الحملات الأمنية استمرت في الريف الشمالي في حلب، وأقامت الحواجز في العديد من المناطق، وقطعت أوصال الريف واعتقلت العشرات، وذلك بهدف محاصرة مدينة حلب.

    وخضعت المناطق الشرقية من مدينة حلب لرقابة أمنية شديدة، وتم نشر حواجز تفصل هذه المناطق عن باقي المدينة، كما تقول مصادر المعارضة، خاصة في حي «المرجة»، الذي تعرض أخيراً لمجزرة راح ضحيتها 10 قتلى.

    وفي ريف حمص، أظهر تسجيل فيديو نشر على موقع للتواصل الاجتماعي اضطرابات في بلدة الرستن في حمص. ويُظهر تسجيل فيديو، أعضاء مزعومين بالجيش السوري الحر يحمون محتجين في شوارع الرستن.

    إلى ذلك، قتل 16 عسكرياً في الجيش السوري في هجومين منفصلين في ريف دمشق ومحافظة ادلب شمال غرب البلاد، كما ذكرالمرصد السوري ووكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

    وقال المرصد في بيان، إن «ما لا يقل عن عشرة من الجيش النظامي السوري قتلوا إثر تفجير عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية من نوع زيل في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية».

    من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية ان «مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت صباح الاحد بعبوة ناسفة مبيتاً (سيارة نقل) يقل عناصر من احدى الوحدات العسكرية بالقرب من صحنايا بريف دمشق، مما ادى الى استشهاد ستة عسكريين بينهم ضابطان برتبة ملازم أول وإصابة ستة آخرين بجروح».


    لا يوجد تعليقات
    ...
    عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا الخبر ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!
    أهلاً و سهلاً بك معنا في ABC Arabic

    اسمك *

    البريد الالكتروني *

    المدينة

    المعلومات المرسلة *
    أدخل الكود *
    أضف

إعلان


إعلان