-
الدابي يؤكد تراجع أعمال العنف بين الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا والاتحاد الاوروبي يفرض عثوبات جديدة ودوما تنتفض
دمشق ـ عبد القادر السيد - 2012-01-23
قال الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا إن أعمال العنف تراجعت بعد وصول المراقبين،
واشار إلى أن السلطات السورية سحبت منذ بداية عمل المراقبين الآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة من المدن والبلدات. وأضاف أن ذلك يتناقض مع شهادات نشطاء سوريين قالوا إن القتل مستمر من دون توقف.
وقال الدابي في مؤتمر صحافي عقده بمقر الجامعة العربية في القاهرة الإثنين "عندما وصلت البعثة كان هناك عنف واضح وظاهر لكن بعد وصول البعثة بدأت تخف حدة العنف تدريجا، أعني العنف الذي يتم بين المعارضة المسلحة وبين الحكومة.
وأضاف: لقد عايشنا الواقع وعكسنا ما شاهدناه في التقرير، ولم نتكلم عن شيء لم نشاهده. فمنذ أن وصلت البعثة إلى سوريا، سحبت كل الآليات الثقيلة من المدن والبلدات، ولم نشاهد طائرات، أو نسمع قصفا."
وأشار إلى أن المراقبين رصدوا حتى الآن سقوط 136 قتيلا مضيفا أن العدد يتضمن أنصار الجانبين المعارضة والحكومة.
وعن طلب تمديد مهمة البعثة أو تعديلها، قال الدابي "أنا لم أطلب تمديد مهمة البعثة كما ورد، وليس هناك من شيء كذلك. بل كتبت في توصيتي أنه إن كان هنالك من نية لتمديد البعثة، فلا بد من تأمين الدعم السياسي والمادي لتمكين البعثة من القيام بعملها."
وأضاف: لقد طلبت أيضا التعجيل بالعملية السياسية السلمية، وبانطلاق الحوار الوطني بالتوازي مع عمل البعثة، مشيرا إلى أن التقرير الذي رفعه إلى الجامعة العربية هو تلخيص للتقارير التي رفعها له المراقبون في المجموعات الـ 15 التي تتكون منها البعثة في سوريا.
ومضى قائلا "لقد طلبنا دعما سياسيا وماديا، ونتمنى أن تصلنا احتياجاتنا لتغطية النواقص من أجل تمكين البعثة من أداء عملها على أكمل وجه."
الدابي يدافع عن نفسه
وعن التقارير التي تحدثت عن التشكيك بشخصه وبماضيه كمسؤول أمني سابق في السودان، قال الدابي: لست مطلوبا للعدالة كي أدافع عن نفسي، لا في السودان ولا خارجه ولا في المحكمة الجنائية الدولية. ولا أريد أن أتحدث عمَا قيل بحقِي في وسائل الإعلام.
وحول ما كان قد صرح به المراقب الجزائري أنور مالك الذي انسحب من البعثة بعد أيام من بدء مهمتها في سوريا، قال الدابي: لقد تقدم أنور مالك بأعذار إنسانية وشخصية للانسحاب، فأعطيناه الإذن بذلك بعدما غاب لمدة ستة أيام أمضاها داخل الفندق لم يخرج خلالها إلى أي مكان.
وأضاف الدابي: ما قاله مالك شيء يخصه، ولا يخص البعثة إطلاقاً، مؤكِدا أن البعثة "لم تقع في أي خطأ منذ مباشرة عملها في سوريا".
المبادرة العربية
في الوقت ذاته ، أكدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أنها مستعدة لدراسة المبادرة الجديدة للجامعة العربية التي تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بنقل المسؤوليات إلى نائبه الأول.
وقالت الجماعة في بيان لها الإثنين "بعد الاطلاع على الأطروحات الجادة في مبادرة الجامعة العربية الأخيرة نرى في هذه المبادرة ما يعبر عن الجدية، ويستحق الدراسة المتأنية".
وكانت دمشق رفضت بشكل قاطع المبادرة التي تدعو إلى تشكيل حكومة وفاق وطني خلال شهرين وتطالب الرئيس السوري بتفويض نائبه صلاحيات كاملة للتعاون مع هذه الحكومة.
كما أدانت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام بشار الأسد في الداخل المبادرة العربية الجديدة لوقف الأزمة في سوريا، معتبرة أنها تشكل "مهلة جديدة للنظام وفرصة أخرى تتيح له مجددا الوقت والغطاء في مسعاه إلى وأد الثورة" في سوريا التي تهزها منذ 10أشهر حركة احتجاجية لا سابق لها.
هيومان رايتس واتش: دمشق لم تلتزم ببنود الخطة العربية
قالت كارول بوغيرت نائبة مدير منظمة "هيومان رايتس واتش" في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" انه من الواضح ان النظام السوري لم تنفذ الالتزامات التي فرضت عليه الخطة العربية لتسوية الأزمة في سورية.
وذكرت ان دمشق لم تسحب آلياتها العسكرية من المدن ولم توقف عمليات الاعتقال ولم تضع حدا للعنف والقتل.
وذكرت بوغيرت ان "هيومان رايتس واتش" كانت سعيدة لإرسال بعثة المراقبين العرب الى سورية، لكنها كانت تشعر بقلق منذ البداية من سجل رئيس البعثة الجنرال السوداني محمد الدابي في مجال حقوق الانسان، علما بانه مشتبه بارتكاب جرائم في دارفور. واضافت ان المنظمة أكدت أيضا على ضرورة ضمان وصول المراقبين الى طرفي النزاع، والا يكون المسؤولون السوريون بمرافقة البعثة في جميع الأماكن ومراقبة تحركاتها .
وفيما يخص القرار الأخير للوزارء العرب الذين دعوا الرئيس السوري بشار الأسد الى نقل صلاحياته الى نائبه الأول وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، لفتت بوغيرت الى ضرورة مراعاة العدالة، وتساءلت عن من سيتحمل مسؤولية سقوط أكثر من 5 آلاف قتيل في سورية.
وفي وقت سابق دعت بوغيرت خلال مؤتمر صحفي بموسكو الى أن يتحمل الرئيس السوري الأسد وفريقه المسؤولية عما سمتها جرائم ضد الانسانية التي وقعت في سورية.
وأشارت المسؤولة في "هيومان رايتس واتش" الى أن روسيا قد تكرر تلك الأخطاءَ التي ارتكبتها بعض دول الغرب خلال الربيع العربي، حين تمهلت في أخذ إرادة الشعب في مصر أو البحرين بعين الاعتبار وفق قولها. ودعت موسكو الى التراجع عن موقفها بشأن سورية في مجلس الأمن.
كما شددت بوغيرت على أن يقول المجتمع الدولي كلمته في القضية السورية لكي لا تتحول الى نزاع عسكري
عقوبات أوروبية
وقد فرضت دول الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على سوريا تشمل 22 من أعضاء الأجهزة الأمنية وثماني منظمات إضافية بسبب استمرار قمع الحركة الاحتجاجية.
وأوضح الاتحاد الأوروبي في بيان له عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الإثنين أن" العقوبات الجديدة وهي تجميد أرصدة ومنع الحصول على تأشيرات دخول إلى أوروبا تشمل 22 شخصا مسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وكذلك ثماني شركات تقدم دعما ماليا للنظام".
يذكر أن هذه الإجراءات هي السلسلة الحادية عشرة من العقوبات التي تستهدف شخصيات أو شركات، وبذلك أصبحت الإجراءات الأوروبية تطال حوالي 150 شخصا ومنظمة مرتبطة بنظام الرئيس السوري.
وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على مبيعات الأسلحة وكذلك منع استيراد النفط السوري والقيام باستثمارات جديدة في القطاع النفطي في هذا البلد.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كاترين أشتون في بيان لها عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الإثنين في بروكسل " هذا القرار سيزيد الضغط على المسئولين عن العنف والقمع غير المقبول الذي يمارس في سوريا.
وأضافت "الرسالة التي وجهها الاتحاد الأوروبي واضحة وهي أن القمع يجب أن يتوقف على الفور. سنواصل بذل كل جهودنا لمساعدة الشعب السوري على ممارسة حقوقه السياسية المشروعة".
وكررت أشتون تأكيدها على ضرورة حدوث انتقال سلمي للسلطة.
وتابعت"في رأيي أن ثمة ما يشبه الموقف في اليمن، بشأن نهج مجلس التعاون الخليجي، إزاء سوريا وهو التطلع إلى نقل السلطة هناك إلى نائب الرئيس، وتعيين موفد خاص إلى سوريا والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لطلب الدعم للمبادرة التي طرحتها الجامعة."
الوضع الميداني
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 150 ألف شخص تجمعوا الاثنين في دوما بالقرب من العاصمة السورية للمشاركة في تشييع 12 مدنيا قتلوا فجرا وفي الأيام السابقة.
وأضاف المرصد قائلا: شيع أكثر من 150 ألف مواطن جثامين 12 شهيدا قتلوا فجر الاثنين والأحد والسبت، موضحا أن عدد المشاركين هو الأضخم منذ انطلاقة الثورة ضد النظام السوري.
وردد المشاركون في التشييع هتافات تأييد للجيش السوري الحر الذي يضم فارين من الجيش.
كما أفاد المرصد بمقتل خمسة عناصر من القوات الأمنية السورية وجرح 13 آخرين إثر اشتباك مجموعات منشقة مع حاجز امني عسكري مشترك في قرية الزراعة التابعة لمدينة القصير بمحافظة حمص صباح الإثنين.
لا يوجد تعليقات...عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا الخبر ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!
أهلاً و سهلاً بك معنا في ABC Arabic
أحدث الأخبار : |