-
ساركوزي يحذر من اي عمل عسكري ضد ايران لكنه لن يسكت أمام الفضيحة السورية فيما يتواصل التظاهر في جمعة معتقلي الثورة
دمشق ـ عبد القادر السيد - 2012-01-20
أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة أن فرنسا "لن تسكت أمام الفضيحة السورية" ولا يمكن لها أن تقبل ما تشهده سوريا من "قمع وحشي" للاحتجاجات على أيدي نظام الرئيس بشار الاسد الذي يجر البلاد مباشرة إلى الفوضى.
وقال ساركوزي خلال تقديم تهانيه إلى السفراء الفرنسيين في الخارج: لا يمكننا أن نقبل القمع الوحشي من قبل القادة السوريين ضد شعبهم، واكد أنه قمع سيؤدي بالبلاد مباشرة إلى الفوضى وهذه الفوضى سيستفيد منها المتطرفون من كل الجهات.
واضاف ان "سوريا للشعب السوري الذي يجب في نهاية المطاف أن يتمكن من اختيار قادته بحرية وأن يقرر مصيره".
وتابع الرئيس الفرنسي ان "الجامعة العربية تقوم بعمل شجاع ويجب أن تواصله وبالتالي على مجلس الأمن الدولي أن يقدم اليها مساعدته".
واضاف "لا نريد أن نتدخل في الشؤون السورية لكن لا أحد اكثر مني مد يده بصدق إلى بشار الأسد. لكن في لحظة ما على كل طرف أن يواجه الوقائع وفرنسا لن تسكت امام الفضيحة السورية".
في الموضوع الايراني
وحذر الرئيس الفرنسي الجمعة من تدخل عسكري محتمل ضد إيران لوقف برنامجها النووي، معتبرا انه "سيؤدي إلى الحرب والفوضى في الشرق الاوسط" والعالم.
وقال ساركوزي إن "تدخلا عسكريا لن يحل المشكلة بل قد يؤدي إلى الحرب والفوضى في الشرق الاوسط والعالم"، مؤكدا أن فرنسا ستفعل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري".
واضاف "الوقت يحتسب، وفرنسا ستقوم بكل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري لكن هناك حلا وحيدا لتجنبه هو نظام عقوبات اقوى واكثر حزما يمر بوقف شراء النفط الايراني من قبل الجميع وتجميد ارصدة البنك المركزي الايراني".
وتابع ان "هؤلاء الذين لا يريدون تعزيز العقوبات على نظام يقود بلاده الى كارثة مع امتلاك السلاح النووي، سيتحملون مسؤولية مخاطر اندلاع عمل عسكري" في اشارة الى روسيا والصين اللتين لا تزالان ترفضان فرض عقوبات اضافية ضد ايران في مجلس الامن.
واضاف الرئيس الفرنسي "قلت لاصدقائنا الصينيين وكذلك لاصدقائنا الروس: ساعدونا لضمان السلام في العالم ونحن كما هو واضح بحاجة اليكم".
وقال إن "السلام يمر عبر عقوبات مشددة لتجنب خطر التصعيد الدموي هذا"
مضيفا "هدفنا هو ان نكون إلى جانب الشعب الايراني. لكن من اجل تحقيق ذلك يجب ارغام قادته على التفاوض بجدية قبل ان يفوت الاوان".
جمعة معتقلي الثورة
وفي سوريا، دعا نشطاء سوريون عبر صفحات التواصل الاجتماعي إلى المشاركة بكثافة في كافة انحاء سوريا الجمعة في تظاهرات أطلق عليها اتحاد تنسيقيات الثورة السورية "بجمعة معتقلي الثورة".
وقد قتل شخص على الاقل وجرح اخرون خلال مظاهرات في بعض المناطق السورية اثر دعوة اطلقها ناشطون للتظاهر الجمعة الذي اطلق عليها "جمعة معتقلي الثورة".
بينما اعلنت "لجان التنسيق المحلية" السورية أن 7 أشخاص لقوا حتفهم، 6 منهم في مدينة أدلب وواحد في درعا.
وحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن فان "مواطنا استشهد واصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور" شرق سورية.
كما قالت لجان التنسيق المحلية ان قوات الامن قامت "باطلاق النار والغاز المسيل للدموع" على متظاهرين و"اطلقت نيرانا كثيفة امام مسجد عثمان لفض اعتصام قام به الاهالي لاعادة فتح المسجد بعد ان اغلقته قوات الامن" في دير الزور.
كما افاد المرصد السوري بأن "قوات الامن اطلقت النار لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة اريحا في محافظة ادلب (شمال غرب) واطلقت النار من رشاشات متوسطة في مدينة انخل" التابعة لريف درعا الجنوبية.
واكد المرصد ان "تظاهرة ضمت نحو 15 الف متظاهر خرجت من عدة مساجد في دوما وتجمعت في ساحة الجامع الكبير" في ريف دمشق.
واشارت اللجان الى "انتشار امني مع مرافقة من مصفحات في الشوارع الاساسية وقرب المساجد الرئيسية في داريا" ايضا بريف دمشق.
وفي شمال غرب البلاد، خرجت مظاهرات حاشدة في معرة النعمان وبلدات وقرى اخرى بريف ادلب "تطالب باسقاط النظام والافراج عن المعتقلين" بحسب المرصد.
من جانب آخر بينت تسجيلات انترنيت ان متظاهرين حملوا يافطات ورددوا شعارات نددت بما تقوم به روسيا من مساعدة للنظام السوري في "قمع" المظاهرات السلمية، وتزويد دمشق بالسلاح، وتوفير الحماية لها باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي.
وجاءت هذه الدعوة في وقت رفعت المعارضة السورية ومجموعات حقوقية دولية سقف مطالبها قبل يومين من الاجتماع المقرر للجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الوضع السوري والمجلس الوزاري،
ويعتزم المجلس الوطني السوري الطلب من الجامعة العربية نقل الملف السوري إلى الامم المتحدة لانشاء منطقة عازلة وفرض حظر جوي ويسعى إلى أن يتضمن تقرير المراقبين العرب اشارة إلى أن ما يرتكبه النظام السوري لمواجهة الحركة الاحتجاجية يمثل جرائم إبادة بحق الإنسانية وجرائم حرب.
وشدّد المجلس الوطني السوري، على أن مثل هذا القرار من شأنه أن يشكل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في قتل المدنيين ويرتب عليه عقوبات رادعة، بما في ذلك استخدام القوة لمنعه من مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالسكان.
وقال المجلس في بيان إن رئيسه برهان غليون سيتوجه الى القاهرة الجمعة مع عدد من اعضاء المكتب التنفيذي للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب.
وكان قد تقرّر الخميس عقد الاجتماعين الوزاريين في يوم واحد يوم الاحد المقبل في القاهرة، على ان يقدم الفريق اول محمد الدابي تقريره إلى الامين العام للجامعة نبيل العربي الذي سيعرضه بدوره على اللجنة الوزارية والمجلس الوزاري لاتخاذ قرار في شأن مهمة المراقبين.
اغتيال مساعد في الأمن السوري
ميدانيا، قال ناشط حقوقي سوري إنه تم اغتيال مساعد في الامن السوري الجمعة في محافظة درعا جنوب في الوقت الذي تسلم فيه ذوو ستة اشخاص فقدوا منذ يومين جثامين ابنائهم من قبل السلطات الامنية في محافظة ادلب شمال غرب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أن "مساعدا أول في الامن السياسي اغتيل الجمعة على طريق عتمان الياودة بريف درعا"، موضحا أن ناشطا في مدينة درعا "اتهم السلطات السورية باغتياله لأنه كان يساعد الثوار".
وفي محافظة ادلب، أكد المرصد أن "السلطات الامنية السورية سلمت بعد منتصف ليل الخميس الجمعة جثامين ستة شهداء إلى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي كانوا قد فقدوا قبل يومين".
من جهة اخرى، جرت اشتباكات صباح الجمعة بين مجموعة منشقة وقوات الامن السورية التي كانت "تقوم بانزال علم الاستقلال الذي رفعه الثوار في مدينة ادلب"، بحسب المرصد.
وفي بيان منفصل، طالب المرصد السلطات السورية "بالكشف عن مصير القيادي المعارض محمد جبر المسالمة المعتقل منذ 14 يناير/كانون الثاني والافراج الفوري وغير المشروط عنه".
واوضح المرصد أن المسالمة الذي يبلغ من العمر 70 عاما هو عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الوطني الديموقراطي ويشغل منصب الامين العام لفرع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي المعارض بمحافظة درعا.
كما أشار إلى أنه اعتقل مرتين منذ انطلاق الثورة السورية، من 20 إلى 24 مارس/آذار ومن 25 ابريل/نيسان إلى 17 مايو/أيار ويعاني من عدة أمراض وخضع لعملية قلب مفتوح.
وعبر المرصد عن تخوفه على مصير السوري حسام احمد النابلسي الذي اعتقلته اجهزة الامن السورية خلال كمين قرب قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس غرب في 31 ديسمبر/كانون الأول 2011، حسب المرصد مع مواطن يدعى محمد جلول.
وعبر المرصد عن خشيته من أن يكون النابلسي قد فارق الحياة "بعد تسريب شريط مصور من داخل المعتقل يظهر تعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي على يد جلاديه" مطالبا "بالكشف الفوري عن مصير النابلسي وجلول وتقديم جلاديهما إلى المحاكمة".
ومنذ بداية حركة الاحتجاج، سقط بحسب الامم المتحدة اكثر من 5400 قتيل في القمع الذي يقوده نظام الرئيس بشار الاسد، واعتقل عشرات الآلاف بحسب المعارضة.
ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج ويؤكد أنه يقاتل "مجموعات ارهابية" يتهمها بالرغبة في زرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة" مدعومة من الخارج.
هيومان رايتس ووتش تدعو الجامعة العربية إلى نشر تقرير سورية
دعت منظمة (هيومان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان جامعة الدول العربية الجمعة إلى إعلان التقرير النهائي لبعثة المراقبين العرب في سورية.
واكدت سارة ليه وايتسون مديرة الشرق الأوسط بالمنظمة الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ضرورة هذه الخطوة لمواجهة المخاوف المتنامية بأن "السلطات السورية تتلاعب" بالبعثة.
وأضافت: "لايمكن الا لتقييم يتسم بالشفافية لبعثة المراقبين تحديد ما إذا كان يتعين بقاء المراقبين في البلاد".
كما دعت هيومان رايتس ووتش مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات تستهدف أفرادا سوريين وحظر على الأسلحة لوقف اراقة الدماء المستمرة في البلاد منذ عشرة أشهر.
هيثم مناع: لن نبيع الجولان مقابل استقدام الناتو ولا بأي ثمن
وأكد هيثم مناع رئيس ما يعرف بهيئة التنسيق الوطنية أنه يرفض أن يكون إرسال قوات عربية لسورية مقدمة أو محاولة توطئة للتدخل العسكري الغربي.
وشدد مناع أن "القوات العربية مرحب بها شريطة ألا تكون توطئة للتدخل العسكري الغربي من قبل مجلس الأمن أو أي حلف عسكري كحلف شمال الأطلسي (ناتو)".
وتابع: "نطالب بقوات عربية خفيفة لا تتعدى عشرة آلاف جندي لتسهيل مهمة عمل المراقبين العرب على الأرض ليتمكنوا من الانتشار بكل موقع بسورية وليسمح للجميع بلقائهم والتحدث معهم بحرية، كما ستقوم تلك القوات بحماية المدنيين وفك الارتباط بين الأطراف المتنازعة خاصة بالمناطق الساخنة".
ووصف مقترحات بعض أطياف المعارضة السورية باستقدام الناتو أو أي تدخل عسكري بالاقتراحات اليائسة والمسعورة، وقال: "هؤلاء(أصحاب هذه المقترحات) يريدون الوصول للسلطة ولو على دبابة أمريكية أو تركية.." معتبرا أن "من لديه ثقة أن الناس سوف تؤيده لا يحتاج لتدخل عسكري خارجي".
وفي إشارة إلى أن الناتو يتحرك وفقا لمصالحه ، قال إن ""الناتو ليس جمعية خيرية وقد تدخل بليبيا من أجل النفط والآن يتردد أن صحراءها قد تحولت لقواعد عسكرية له ، وأنا أتساءل ماذا سيكون الثمن لدينا بسورية خاصة ونحن لا نملك النفط؟".
وتساءل :"هل سنقبل باحتلال وإقامة قواعد عسكرية أم كسر هيبة للأبد أم نبيع الجولان كما يقترح بعض أطياف المعارضة عبر تصريحاتهم التي أعلنوا فيها عدم نيتهم محاربة إسرائيل إذا وصلوا لسدة الحكم بدمشق أو أنهم سيقبلون التصالح مع إسرائيل من دون مقابل وهو ما يعني أن هؤلاء وافقوا عمليا بيع الجولان حتى قبل أن يتسلموا السلطة، وأنا أرفض ذلك فلن نبيع الجولان مقابل استقدام الناتو ولن نبيع الجولان بأي ثمن".
ودعا مناع إلى أن تكون القوات المقترح إرسالها لسورية من قبل دول لا تدافع عن النظام أو مشكوك بدورها وإنما "من دول لم تدخل في إطار المواجهة المفتوحة مع النظام كمصر والمغرب".
وكان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اقترح إرسال قوات عربية إلى سورية، وهو ما رفضه النظام السوري وكذلك بعض فصائل المعارضة وفي مقدمتها المجلس الوطني السوري الذي طالب بإرسال الملف السوري لمجلس الأمن لقدرته على إصدار قرار حاسم يوقف سفك دماء السوريين. ومن المتوقع أن تقوم الجامعة العربية بمناقشة الاقتراح القطري خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غد السبت.
وشدد مناع على رفضه أن تتحول الثورة السورية لساحة تصارع إقليمية مذهبية، وانتقد الإعلام الخليجي ورأى أنه "يجمل صورة التدخل التركي لأن الأخير إخوانجي. وهناك تحالف ما بين دول الخليج وتركيا على أساس الاشتراك سويا بالمذهب السني في مواجهة إيران الشيعية ، وأنا كسوري أقول ما دخلنا نحن بهؤلاء جميعا : أهم شيء عندي هو وحدة الثورة السورية".
وأعرب هيثم مناع عن رفضه التدخل التركي محذرا من أنه إذا كان "الإسلاميون سعداء به فإن العلمانيين والأقليات السورية القومية والدينية ضده، فالأرمن مستعدون لقتاله وكذلك الكرد.. وبالأساس الشعب السوري لن ينسي 60 عاما من الصراع مع تركيا".
وفي رده على تساؤل حول تقييمه لما يتردد عن احتمال وصول الإخوان لسدة الحكم بدمشق إذا ما سقط نظام الرئيس بشار الأسد انطلاقا من التأييد التركي وعدم الممانعة الأمريكية وتماشيا مع صعود التيار الإسلامي للسلطة بأغلب بلدان المنطقة، أكد أن هناك أطرافا في الإدارة الأمريكية وفي الغرب عموما وفي دوائر الحكم بتركيا تؤيد "حكما إسلاميا معتدلا في دمشق علي غرار النمط التركي" معتبرا أن الدليل على ذلك أنهم "يحاولون أن ينظفوا ويجملوا برنامج الإخوان ويحاولون أيضا أن يوفقوا بينهم وبين باقي الأحزاب".
ونفى مناع أن يكون بسورية نظام طائفي كما هو الحال ببعض دول الجوار حيث لكل طائفة مؤسسات وجمعيات وجامعات، مشددا على أن الموجود بسورية هو "توظيف للمسائل الطائفية والمذهبية بشكل سياسي".
وأوضح: "في كل الصراعات التي تمت بين الإخوان والنظام وقفت الأقليات بجوار الأخير لا حبا فيه ولكن لأن أطروحات الإخوان كانت متطرفة جدا تصل لدرجة تخيير بعض الطوائف كالعلوية ما بين النفي أو القتل أو التحول للمذهب السني".
وأستنكر مناع اتهامات البعض له بأنه عميل للنظام السوري نتيجة لرفضه التدخل العسكري الغربي وكذلك أستنكر تصنيفه بالمعارضة المصطنعة التي تبرر وجود النظام ولا تطالب بإسقاطه ، مشددا بالقول :"نحن بالتأكيد ضد هذا النظام الحقير ومع سقوطه اليوم قبل غد ولكننا لم نفقد البوصلة بعد".
وتابع :"عيب على الذين ليس لهم أدنى علاقة بالثورة والشهداء أن يتهموني في وطنيتي، هؤلاء ممن أسميهم فريق المعارضة مدفوعة الأجر الذين لا علاقة لهم بالثورة والشهداء سوى التكسب من وراء ترديد الترحم عليهم في الفضائيات بينما يعاني أهالي الشهداء العوز والفقر... لقد سقط من عائلتي 12 شهيدا واعتقل 156 ولا نزال ندافع عن الثورة وسنظل لأن هذا واجبنا".
ولفت مناع إلى تراجع الحراك المطالب بالثورة في الشارع السوري مؤخرا، مرجعا ذلك للبعد عن الطريق والهدف الأساسي في سلمية الثورة حتى إسقاط النظام، وأوضح: "كثير من الناس لا ينزلون للمظاهرات الآن إلا بعد أن يعرفوا شعارها فهم لا يكترثون لقضية العلم جديد أم قديم أو قضية الجيش السوري الحر".
وتابع :"الناس تريد الخلاص من الديكتاتورية ومرحلة انتقال هادئة ومستقرة ومؤسسات جديدة دون عسكرة كما حدث بالنموذج التونسي فلماذا نصر نحن على النموذج الليبي".
وأوضح: "اليوم هناك أكثر من 16 نقطة ساخنة في عموم سورية لا يستطيع أحد الادعاء بالسيطرة عليها ويفتقد فيها المواطن البسيط أدني درجات الأمان، ورغم أن هذا المواطن في الغالب غير مؤيد للنظام ولا لغيره ممن يسمون الجيش السوري الحر فإنه لا ينجو من هجمات أي منهما ولا من الخطف من قبل الشبيحة مقابل فدية أو طلب إطلاق سجناء".
وشكك مناع في الأعداد المنضوية للجيش السوري الحر وانتقد كذلك نوعية عملياته، وقال :"لقد قام ذلك الجيش بضرب مركز تابع للمخابرات في حرستا وفي الأسبوع التالي قامت السلطة بضرب مركزين لأمن الدولة بدمشق وألصقت التهمة به وصارت البلاد في فوضى وأصبح هناك مناطق لا يتظاهر بها أحد خشية حدوث انفجارات مماثلة .. ولو كانت عملية ضرب المركز إيجابية لما أعادت السلطة إنتاجها فالأخيرة لن تقلدك إلا إذا كان لديك عامل خاطئ وبالتالي يصب عملك في مصلحتها".
وتابع :"تسليح الثورة خطأ استراتيجي لأن نظام بشار يملك مليون عسكري وبالتالي هو الأقوى عسكريا ، لكن الثورة أقوى سلميا والعالم كله تعاطف معها عندما أعلنت سلميتها ونبذها للطائفية ورفضها للتدخل الخارجي".
وحذر مناع من أن سورية الآن تقف على مفترق طرق صعب ، وأحد الاحتمالات التي تواجهها هي خطر الحرب الأهلية ولا يوجد طريق لإسقاط طريق الحرب الأهلية والابتعاد عن الحرب الإقليمية وسقوط بشار إلا بالتمسك بسلمية الثورة ونبذ الطائفية وعدم الخوض في أي تفاوض مع السلطة.
ورأى أنه "بقدر ما تكون الثورة سلمية كلما اتسعت قاعدتها الشعبية ، كما ستقنع عددا كبيرا من الضباط الشرفاء بأن يغيروا كفة الميزان لصالحها لأن العسكري يتخندق في الجهة التي ينتمي إليها إذا كانت المواجهة عسكرية أما إذا كانت الثورة سلمية فالعسكري قد يتخلي عن الأوامر ويرفضها".
لا يوجد تعليقات...عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا الخبر ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!
أهلاً و سهلاً بك معنا في ABC Arabic
أحدث الأخبار : |