• الاسد يؤكد ان بلاده واعية للمخططات والمجلس السوري يعتبر أن بعثة المراقبين العرب في سوريا فشلت وسط سقوط قتلى
    تصغير الخط تكبير الخط طباعة المقالة

    دمشق ـ عبد القادر السيد   -   2012-01-19

    انسحبت قوات الجيش السوري من بلدة الزبداني، الواقعة قرب لبنان، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار لكن لم يظهر مؤشر على وقف شامل للعنف مع انتهاء تفويض بعثة المراقبين العرب التي استمرت شهرا.

    وقال الرئيس السوري بشار الاسد الخميس ان شعب سوريا واع لـ"المخططات" التي تدبر ضد بلاده و"قادر على تجاوز الظروف الراهنة" في سوريا التي تشهد موجة احتجاجات منذ عشرة اشهر، وفق مصدر رسمي.

    وذكرت وكالة الانباء السورية ان الاسد اكد خلال لقاء وفد "المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سورية ودعم الحوار والاصلاح" ان "الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف امنه وتلاحمه قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سورية القوية العزيزة".

    وقالت الوكالة ان اعضاء الوفد عبروا عن "وقوفهم الكامل إلى جانب سورية والشعب السوري في وجه الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له والذي هو جزء من مخطط لتفتيت المنطقة وفي النهاية حسم الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العدو الصهيوني".

    وضم الوفد بالخصوص ممثلين عن المؤتمر القومي العربي والملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة ومؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي.

    ووردت أنباء عن مقتل 20 شخصا بينهم اثنان من ضباط الجيش في انحاء سوريا الى جانب 600 قتلوا منذ وصول المراقبين العرب إلى البلاد.

    وتزايدت العمليات التي يشنها الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين على الجيش السوري بعد البداية السلمية للمظاهرات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد.

    وقال زعيم للمعارضة إن سكان الزبداني ذكروا أن القوات والدبابات السورية التي كانت تحاصر البلدة التي سيطرت عليها قوات معارضة انسحبت بعد وقف لإطلاق النار لإنهاء ايام من القتال.

    وقال كمال اللبواني إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني قرب الحدود اللبنانية انسحبت ليل الأربعاء الى ثكناتها على بعد ثمانية كيلومترات.

    وينتهي تفويض مراقبي جامعة الدول العربية ليل الخميس. وهناك خلاف بين وزراء الخارجية العرب الذين من المقرر ان يبحثوا خلال اجتماعات في القاهرة يوم الاحد الخطوة التالية التي يتعين اتخاذها في التعامل مع الانتفاضة التي سقط فيها آلاف القتلى.

    وقال مصدر قريب من الجامعة العربية ومقرها القاهرة "انهم في حيرة كبيرة... لقد نفدت خياراتهم."

    وقال مصدر في الجامعة العربية هذا الأسبوع ان سوريا ربما تسمح ببقاء المراقبين لكن دون توسيع لمهمتهم.

    وقال محمد الشقفة مراقب الاخوان المسلمين في سوريا إن على قوى العالم زيادة الضغوط الدبلوماسية على الاسد ودعا الى تطبيق حظر جوي واقامة "مناطق آمنة" لمساعدة معارضي الرئيس السوري.

    ودعا الشقفة المجتمع الدولي الى اتخاذ الموقف الصحيح. لابد ان يقوم بعزل كامل للنظام مثل ان يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام.

    ويريد بعض معارضي الأسد أن يتخذ مجلس الأمن التابع للامم المتحدة إجراء لكن المجلس منقسم أيضا إذ اعلنت روسيا انها ستتعاون مع الصين لمنع أي خطوة للسماح بالتدخل العسكري.

    وأقرت قوى غربية بأن حملة عسكرية في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا ستكون محفوفة بالمخاطر لكنها تريد من المجلس على الأقل أن يدين قمع الأسد وأن يفرض عقوبات.

    ويصعب التوصل إلى رقم يمكن ان يعتد به لعدد القتلى بسوريا التي قيدت دخول الإعلام.

    وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن 454 مدنيا قتلوا منذ وصول بعثة المراقبين العرب إلى سوريا في 26 ديسمبر كانون الأول للتحقق مما إذا كانت دمشق تنفذ خطة السلام العربية.

    وأضاف أن 146 فردا من قوات الأمن منهم 27 انشقوا وانضموا للمعارضة قتلوا أيضا. ولا تشمل أرقام المرصد السوري 26 شخصا تقول السلطات إنهم قتلوا في تفجير انتحاري بدمشق في السادس من يناير كانون الثاني.

    وذكر المرصد ومقره بريطانيا ان ما لا يقل عن 18 مدنيا اخرين قتلوا في انحاء سوريا الخميس. واضاف ان هجوما للجنود المنشقين في حماة اسفر عن مقتل عميد وملازم في الجيش.

    وعندما سئل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري عما إذا كانت بعثة المراقبين أحدثت فارقا أجاب أن هذا حدث فعلا في الأسبوع الأول مع تراجع عدد القتلى بصورة كبيرة وبعد ذلك ارتفع العدد.

    وقالت جماعة آفاز الحقوقية ان 746 مدنيا قتلوا على مدى الشهر المنصرم وحثت الجامعة العربية على تقديم طلب لمجلس الامن لفرض اجراءات عقابية على الاسد.

    وقال ريكن باتل مدير آفاز"رصد مراقبو الجامعة العربية الآن وحشية الأسد برؤية العين... تم التعامل مع بعثتهم بازدراء وفشلت في جميع اهدافها."

    وقالت الأمم المتحدة في 13 ديسمبر كانون الاول إن قوات الأمن قتلت أكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا منذ مارس اذار. وبعد اسبوع قالت دمشق إن المسلحين قتلوا ألفين من قوات الأمن.

    وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وأعلنت فرض عقوبات لعدم التزامها بخطة السلام التي وافقت عليها في نوفمبر تشرين الثاني والتي تتطلب منها وقف العنف وسحب القوات من المدن والإفراج عن المحتجزين وتمكين المراقبين العرب ووسائل الإعلام من دخول البلاد وإجراء حوار سياسي مع جماعات معارضة.

    وقال تجار الصرافة ان الاضطرابات بالاضافة الى العقوبات الغربية اديا الى تراجع قيمة الليرة السورية 50 بالمئة في السوق السوداء.

    ويقول معارضو الاسد ان وفد المراقبين العرب منح الاسد غطاء دبلوماسيا لمواصلة حملة القمع العنيفة.

    وتقول بعض الدول العربية بقيادة قطر التي ترأس لجنة تابعة لجامعة الدول العربية معنية بسوريا إن البعثة فشلت. بل إن قطر اقترحت إرسال قوات عربية وهي فكرة رفضتها دمشق ولم توافق عليها أي دولة اخرى في الجامعة العربية المؤلف من 22 عضوا.

    ويقول العراق ولبنان إنهما لن يفرضا عقوبات على سوريا وهي شريك تجاري رئيسي لهما.

    ويقول دبلوماسيون في بروكسل إن من المتوقع أن توسع حكومات الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين قائمة الشخصيات والشركات والمؤسسات السورية المستهدفة بعقوبات الاتحاد.


    المجلس السوري يعتبر أن بعثة المراقبين العرب في سوريا فشلت

    بدوره، أعلن السفير عدنان الخضير ، رئيس غرفة عمليات المراقبين العرب إلى سوريا أن المراقبين سيواصلون مهمتهم في سوريا إلى أن يتخذ وزراء الخارجية العرب قرارا بشان تمديد عمل تلك البعثة من عدمه ، في اجتماعهم يوم الأحد المقبل.

    ويتوقع بسام أبو عبد الله استاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق ، أن يتم تمديد مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا: إن الحكومة السورية تحدثت بوضوح على أنها على استعداد لتمديد عمل لجنة المراقبين لمدة شهر آخر دون التغيير في مهام البعثة العربية وعن أن تستمر في عملها لمدة شهر آخر واعتقد أن التوجه في الجامعة العربية سيكون لتمديد عمل البعثة لمدة شهر آخر بعد تقريرها الأول الذي سيتم مناقشته في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب.

    ويقول علي صدر البيانوني المراقب العام السابق للاخوان المسلمين في سوريا إن البديل الوحيد الواقعي لما وصفه فشل المبادرة العربية، هو التدخل الدولي ويقول:

    "أنا لا اعتقد أن الوضع العربي الآن مؤهل لارسال قوات ردع عربية كما حصل في الماضي في لبنان وأنا أظن أن الجامعة العربية لا تستطيع اتخاذ قرار من هذا النوع، كل حديث في هذا الشأن هو الحقيقة يطيل أمد المحنة ويطيل تآمر هذا النظام ويستمر هذا النظام في القمع، حماية المدنيين هو التزام قانوني دولي وأخلاقي وانساني، على المجتمع الدولي أن يتخذ من الاجراءات ما يكفل تحقيق هذا الهدف الذي هو حماية المدنيين، مجلس الأمن مطلوب منه أن يتخذ اجراء سريعا بهذا الخصوص وسوريا عضو في المجموعة الدولية وينبغي عليها أن تلتزم أيضا بما يصدر عن هذا المجلس وحتى لو لم يصدر عن المجلس شيء من هذا القبيل بسبب الفيتو الروسي خاصة، أنا أعتقد أن هذا لا يعفي بقية الدول من اتخاذ اجراء ما لحماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة الممكنة".

    استمرار القتل

    ميدانيا أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل تسعة عشر شخصا الخميس في مناطق متفرقة أبرزها محافظة ادلب التي تحاصرها قوات الجيش النظامي السوري


    سوريا تتكبد خسائر اقتصادية

    اقتصاديا، كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو الخميس أن بلاده تكبدت خسائر تقدر بأكثر من ملياري دولار اميركي منذ سبتمبر/أيلول، نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي السوري.

    وقال علاو خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق إن الخسائر ناجمة عن عدم تصدير النفط والمشتقات النفطية. واضاف أن الحظر النفطي خفض الانتاج بمقدار 150 الف برميل يوميا أي ما قيمته 15 مليون دولار يوميا.

    وكشف الوزير السوري عن أنّ وزارة النفط استعانت بالحزانة العامة أو المصارف العامة من اجل تامين المازوت والغاز المنزلي لتأمين حاجة المواطن ومحطات توليد الكهرباء والقطاع الصناعي .


    لا يوجد تعليقات
    ...
    عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا الخبر ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!
    أهلاً و سهلاً بك معنا في ABC Arabic

    اسمك *

    البريد الالكتروني *

    المدينة

    المعلومات المرسلة *
    أدخل الكود *
    أضف

إعلان


إعلان