-
الاسعد يوقف العمليات ويطالب بلقاء المراقبين وتظاهرات الجمعة عادت الى الساحات وسط سقوط مزيد من القتلى
دمشق ـ عبد القادر السيد - 2011-12-30
اعلن قائد الجيش السوري الحر الذي يضم عسكريين منشقين عن الجيش النظامي وانضمامهم للمعارضة السورية انه امر بوقف كافة الهجمات على قوات الأمن الحكومية خلال زيارة وفد المراقبين العرب.
وقال العقيد رياض الأسعد الجمعة "أصدرت أمرا بوقف كل العمليات من اليوم الذي دخلت فيه لجنة المراقبة العربية سوريا يوم الجمعة الماضي .كل العمليات ضد النظام ستتوقف إلا في حال الدفاع عن النفس.
وقال العقيد رياض الأسعد إن مقاتليه لم يتمكنوا حتى الآن من الحديث مع المراقبين في أول أسبوع من مهمتهم التي تستمر شهرا وإنه مازال يحاول الاتصال بهم لاسباب ضرورية.
وقال "لقد حاولنا التواصل معهم وطلبنا اجتماعا مع اللجنة وحتى الان لم يتحقق ذلك ولم نحصل على اي ارقام (هواتف) من اعضاء اللجنة التي طلبناها ولم يتصل بنا احد".
ولم يعرف بعد صدى الأمر الذي أصدره الأسعد الموجود في تركيا للمسلحين السوريين المعارضين للاسد داخل سوريا. وأظهرت لقطات فيديو التقطها مقاتلون هذا الاسبوع كمينا لمجموعة من الحافلات التابعة للجيش قال نشطاء إن أربعة جنود قتلوا فيها.
تسعة قتلى أثناء زيارة بعثة المراقبين العرب للمناطق الساخنة في سورية
وقتل تسعة أشخاص على الاقل الجمعة برصاص القوات الحكومية في منطقتين سوريتين منشقتين فيما تقوم بعثة مراقبي الجامعة العربية بزيارة إلى مزيد من المناطق الساخنة في البلاد.
وقال نشطاء معارضون يقيمون في لبنان إن أربعة متظاهرين قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص بشكل عشوائي في محافظة حمص.
وأضافوا أن لجنة الصليب الاحمر اللبنانية نقلت ثلاثة سوريين على الاقل أصيبوا في الهجوم من محافظة حمص القريبة من الحدود اللبنانية إلى مستشفى في مدينة طرابلس الساحلية شمال البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن خمسة مدنيين آخرين قتلوا الجمعة برصاص قوات الامن في محافظة درعا جنوب سورية.
وفتحت القوات النار لتفريق مظاهرة مناهضة للحكومة في المحافظة الواقعة قرب الحدود مع الاردن طبقا للمرصد.
وفي الوقت نفسه اشتبكت القوات الحكومية مع متظاهرين في بلدة دوما بضواحي العاصمة السورية دمشق ما أدى لاصابة عشرة أشخاص على الاقل وفقا لنشطاء المعارضة.
وتأتي المظاهرات ردا على دعوة أطلقتها المعارضة للسوريين للخروج إلى الشوارع لاظهار الاستياء من بعثة المراقبة التي يقول زعماء المعارضة إنها فشلت في وقف العنف الذي تشنه القوات الحكومية في المناطق المدنية.
ووصلت مجموعة من المراقبين اليوم الجمعة إلى بلدة حرستا قرب دمشق وتحدثت إلى السكان المحليين وفقا لما قالته مصادر قريبة للمراقبين.
والاحتجاجات التي دعت إليها المعارضة السورية هي الاولى منذ وصول مراقبي جامعة الدول العربية إلى البلاد لدراسة مدى التزام دمشق بخطة السلام الرامية إلى وقف العنف.
ويذكر أن "جمعة الزحف لساحات الحرية" هو الشعار الذي استخدمه نشطاء المعارضة لمظاهرات الجمعة.
ووصف الناشط السوري عمر ادلبي وهو أيضا المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية للمعارضة رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول ركن السوداني الجنسية محمد أحمد الدابي بأنه ضابط بارز في نظام مشهور بقمع المعارضة أيضا.
ويشكو زعماء المعارضة السوريين أيضا من أن هجمات القوات الحكومية زادت منذ وصول المراقبين في وقت سابق من هذا الاسبوع.
وكان 98 شخصا على الاقل قد قتلوا منذ الاحد الماضي عندما وصلت أول بعثة للمراقبين العرب إلى سورية طبقا للنشطاء.
وتتلخص المهمة الرئيسية للمراقبين في الإشراف على تنفيذ خطة الجامعة العربية التي تدعو لانسحاب قوات الأمن من المناطق المدنية وإطلاق سراح الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الاضطرابات.
وتقول الامم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في الانتفاضة السورية المطالبة بالديمقراطية منذ أن بدأت منتصف آذار/ مارس الماضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة محتجين على الأقل قتلوا الجمعة برصاص الأمن السوري في مدينة حماة.
وقال المرصد في بيان "استشهد خمسة مواطنين على الأقل وأصيب أكثر من عشرين بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن السورية في حي الحميدية والحاضر".
كما ذكر المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت بين الامن ومنشقين عن الجيش في ضاحية دوما بدمشق.
وقال المرصد في بيان "تدور الان اشتباكات عنيفة في مدينة دوما بين مجموعات منشقة وقوات الامن السورية".
وقال نشطاء إن قوات الأمن السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع الجمعة لتفريق المحتجين فيما احتشد مئات الآلاف في مدن في أنحاء مختلفة من البلاد.
ووقع الأسد خطة وضعتها الجامعة العربية لسحب الاسلحة الثقيلة والقوات من مدن سورية مضطربة.
وتقول الامم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا في مارس آذار وإن كثيرين قتلوا بعد إطلاق النار عليهم في احتجاجات سلمية لكن آخرين قتلوا في هجمات شنها منشقون وأعمال دفاع عن النفس.
وقوبلت البعثة العربية بتشكك كبير من البداية بسبب تشكيلها وقلة عدد مراقبيها واعتمادها على إمدادات من الحكومة السورية وتقييمها الاولي الذي قال فيه رئيس البعثة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي وهو سوداني الجنسية إن الوضع "مطمئن".
وشكك الغرب الاربعاء فيما قاله الدابي لكن روسيا حليفة دمشق قبلت التقييم.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في موقعها على الانترنت "بالنظر إلى التصريحات العلنية التي أدلى بها رئيس البعثة مصطفى الدابي الذي ذهب في أولى زياراته إلى مدينة حمص... يبدو الوضع مطمئنا".
وزار الدابي الذي ربط البعض اسمه بجرائم حرب في إقليم دارفور السوداني في التسعينيات مدينة حمص المضطربة لفترة قصيرة يوم الثلاثاء وقال إنه لم ير شيئا مخيفا.
وكانت لقطات فيديو صورها نشطاء في حمص على مدى الشهور المنصرمة قد أظهرت سلسلة من عمليات القتل والتدمير يقوم بها الجيش السوري وقتل مئات المدنيين بالمدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن احتجاجات خرجت الجمعة في مناطق عدة من البلاد وإن 70 ألف شخص شاركوا في مسيرة كبيرة في ضاحية دوما بدمشق حيث يوجد المراقبون.
وأفادت أنباء بخروج مظاهرات مؤيدة للاسد أيضا. وذكر المرصد أن القوات السورية قتلت أربعة أشخاص بينهم منشقان في كمين ببلدة تلكلخ بالقرب من الحدود اللبنانية.
وقال اليستير بيرت وزير شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في بريطانيا في بيان "للاسف تشير التقارير إلى أن العنف مستمر في سوريا على مدى الايام القليلة المنصرمة.
"أحث الحكومة السورية على الوفاء التام بالتزاماتها مع الجامعة العربية بما في ذلك وقف القمع على الفور وسحب قوات الامن من المدن. يجب أن تسمح الحكومة السورية لبعثة الجامعة العربية بالتحرك بدون قيود وباستقلال."
وفي بروكسل ذكر متحدث باسم كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي أن الاتحاد "يحث سوريا على الالتزام بخطة العمل التابعة للجامعة العربية بكل عناصرها" بما في ذلك "الوقف الفوري للعنف والافراج عن السجناء السياسيين وسحب الجيش من المدن".
وبدأ الجيش السوري الحر الذي يضم آلاف المنشقين عن الجيش السوري ويموله سوريون في الخارج في شن هجمات خلال الشهور الثلاثة المنصرمة وتخلى عن الاكتفاء بالدفاع عن معاقل المعارضة في البلاد.
وقد تكون قرارات الجيش السوري الحر مهمة لأي خطة سلام.
وقال الأسعد "بعض جنودنا داخل سوريا يحاولون التواصل معهم ولكن حتى الان لا يبدو ان اعضاء اللجنة قد تم منحهم ما يكفي من حرية الحركة ليتمكن الجنود من لقائهم. المراقبون تم اصطحابهم من قبل بعض اعضاء الامن السوري. اذا تم العثور على منشقينا فسيتم القاء القبض عليهم وحتى اعدامهم".
وأضاف أن نحو 1500 من مقاتليه محتجزون ولا يمكن الوصول إليهم وعبر عن رغبته في معرفة ماذا حدث لهم.
وواجهت فرق المراقبة عدة مشاكل من عداء تواجهه عندما تظهر برفقة الجيش السوري إلى إطلاق نار عشوائي وقطع للاتصالات.
وتمنع السلطات السورية معظم وسائل الاعلام الاجنبية من العمل في سوريا مما يجعل التحقق من الروايات على الارض مستحيلا.
وقد دعا ناشطو المعارضة السورية عبر الانترنت كما هو الحال في كل أسبوع إلى التظاهر اليوم في "جمعة الزحف إلى ساحات الحرية"، بينما يواصل مراقبو الجامعة العربية مهمتهم في هذا البلد في الوقت الذي قتل فيه ثمانية أشخاص برصاص قوات الأمن من بينهم أربعة قتلى في تلكلخ بمحافظة حمص.
وكتب الناشطون على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "سنسير نحو ساحاتنا محررين لمن استطاع بصدور عارية".
وأضافوا "سنستغل وجود المراقبين في أي مكان يكونون به لنريهم كيف تكون الحرية وإن استطاعت جموع حريتنا الوصول للساحات فلنسر نحوها".
وتأتي هذه الدعوة إلى التظاهر غداة مقتل 50 مدنيا الخميس برصاص قوات الأمن السورية بينهم أربعة في دوما وستة في حماة وسط مع وصول مراقبي الجامعة العربية إلى هاتين المدينتين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان المراقبون قد بدأوا الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين ألف شخص، جابهتها قوات الأمن السورية بالرصاص مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في المدينة، حسب المرصد.
وقد زار المراقبون أيضا ادلب شمال غرب سوريا ودرعا في الجنوب، كما ذكر التلفزيون السوري.
وتندرج مهمة المراقبين في إطار تنفيذ خطة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا والتي تلحظ أيضا وقف أعمال القمع والإفراج عن جميع المعتقلين والسماح بحرية التنقل للمراقبين العرب وممثلي وسائل الإعلام.
روسيا: يبدو الوضع مطمئنا
وقد اعتبرت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة إن تعليقات المراقبين العرب في سوريا تظهر أن الوضع في البلاد "مطمئن".
وأضافت الوزارة في بيان على موقعها على الانترنت "بالنظر إلى التصريحات العلنية التي أدلى بها رئيس البعثة مصطفى الدابي الذي ذهب في أولى زياراته إلى مدينة حمص... يبدو الوضع مطمئنا."
وقالت الوزارة إن روسيا تعول على "حرفية وحيادية" فريق جامعة الدول العربية.
العنف تسبب في خسائر فادحة
وعلى الجانب الإنساني، حذر تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة من تداعيات استمرار تدهور الوضع في سوريا مشيرا إلى أن العنف تسبب في خسائر فادحة مخلفا مئات من القتلى والجرحى واعتقال العديد من المدنيين.
وقالت رئيسة فرع اللجنة الدولية للعمليات في منطقتي الشرق الأدنى والأوسط "بياتريس ميغيفان روغو" في تقرير للجنة "إن آثار العنف بعد تسعة أشهر من الاضطرابات واضحة بطريقة أو بأخرى" مؤكدة أنه حتى وإن لم تظهر أزمة إنسانية في جميع أنحاء سوريا فان الأحداث تركت تأثيرا كبيرا ومباشرا على مساحات واسعة من البلاد"حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وأوضحت أن الاحتياجات تتزايد بشكل سريع لاسيما في فصل الشتاء مع نقص الوقود وصعوبة التحرك بحرية وشراء المواد الغذائية وهي من بين الأمور التي تجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
وأعرب التقرير عن قلق اللجنة الدولية جراء استمرار وجود عقبات تحول دون حصول الجرحى والمرضى على الرعاية الطبية لاسيما مع وجود تقارير متكررة عن عدم احترام الطواقم الطبية والمرافق الصحية.
لا يوجد تعليقات...عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا الخبر ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!
أهلاً و سهلاً بك معنا في ABC Arabic
أحدث الأخبار : |