-
سوريا تنفي فرض قيود على المراقبين وروسيا تدعوها للتعاون معهم والمراقبون بدأوا اعمالهم
دمشق ـ عبد القادر السيد - 2011-12-28
نفت الحكومة السورية الأربعاء اتهامات الناشطين بأنها فرضت قيوداً على بعثة المراقبين العرب التابعة لجامعة الدول العربية.
وقال جهاد مقدسي، المتحدث باسم الخارجية السورية في تصريحات صحافية: أرجو أن لا نعتمد على أخبار من قبل من تسميهم ناشطين أو أيا كان من خارج سياق التنسيق الحكومي مع اللجنة.
أقول لكم من الجانب السوري، التنسيق تام مع بعثة الجامعة العربية. نحن هنا لنسهل عمل هذه اللجنة ولا يوجد أي عوائق بوجه عمل هذه اللجنة. وسمعنا تعليقات إيجابية سواء من رئيس بعثة المراقبين أو من أعضاء في هذه اللجنة تصب في خانة ما أقوله لكم وتؤكد ذلك.
ونفى المتحدث باسم الخارجية السورية وجود أي قوات للجيش في المدن، وقال إن اللجنة ستؤكد ذلك، مشيرا إلى أن كل ما تقوم بها السلطات هو ملاحقة كل من يحمل السلاح ضد الدولة، وقال: "هذا أمر جيد أن يقول الناشطون إننا سحبنا المظاهر المسلحة ولا يوجد وقف لإطلاق النار. نأمل أن توثق هذه اللجنة هذا الموضوع. من الجانب السوري، لا يوجد مظاهر مسلحة في الأحياء السكنية والمدن على الإطلاق، واللجنة هنا ستتحقق من هذا الموضوع، إطلاق النار يتم عبر الرد على من يحمل السلاح على الدولة، ولا يوجد سياسة تقول للجيش بالقمع، هناك سياسة بحفظ الأمن والسلم الأهلي فقط، وكل من يخالف هذه التعليمات سيخضع لمحاسبة".
وقلل المتحدث باسم الخارجية السورية من تهديدات واشنطن التي قالت بعد إدانتها للتصعيد العسكرية في سوريا، إن المجتمع الدولي سيتخذ إجراءات أخرى في حال عدم تعاون دمشق مع المراقبين العرب، وقال مقدسي: "الولايات المتحدة تهدد بالتحرك مع المجتمع الدولي؟ هم يتحركون بالأصل، ويفرضون عقوبات غير مبررة تستهدف معيشة الشعب السوري قبل أي نظام سياسي أو أي قيادات.
نأمل من الدول التي تسمى دولا عظمى أن تلعب دورها في حفظ الأمن والسلم الدوليين في مجلس الأمن عوضا عن إطلاق التهديدات.
نود مساعي حميدة ومساعدة لسوريا في الخروج من هذه الأزمة، ولا نود التجييش والتأزيم والتحريض الإعلامي إضافة لما نحن نواجهه حاليا في الأساس من عدة أطراف".
وقلل المتحدث باسم الخارجية السورية، من الموقف الروسي، الذي دعا السلطات السورية إلى منح المراقبين العرب أقصى درجة من الحرية، للقيام بمهمتهم على أكمل وجه،
وقال جهاد مقدسي إن روسيا من خلال تصريحاتها تصر على أهمية التعاون بين دمشق والبعثة العربية، وأضاف: "التصريحات الروسية ليس كدعوة للحكومة السورية، هي تضع النقاط على الحروف من حيث أهمية هذا التعاون الذي نحن نؤمن به أصلا لأن نجاح مهمة بعثة المراقبين هي من مصلحة الأمن الوطني السوري.
وقال: نود للجامعة العربية وللمجتمع الدولي أن يعلم حقيقة الأزمة السورية، هي ليست أبيض وأسود، هناك قصص أخرى يجب أن يعلموا بها، مثل قصة العناصر المسلحة التي تستهدف سيادة هذه الدولة وأمن المواطنين السوريين. نأمل بالنجاح لهذه البعثة في نقل الصورة الحقيقية والحقيقية فقط للواقع السوري. ومرة أخرى، لا يوجد عوائق لعمل اللجنة".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا حكومة دمشق إلى منح مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا مهمتهم في حمص الثلاثاء، أقصى درجة من الحرية،
وقال في مؤتمر صحافي في موسكو، إن بلاده على اتصال مستمر مع المسؤولين السوريين، الذين تدعوهم إلى توفير الأجواء الملائمة وأكبر قدر من الحرية لتسهيل مهمة البعثة العربية.
الدابي يصف الزيارة الأولى بالجيدة
ووصف الدابي زيارته الأولى الثلاثاء بأنها كانت جيدة، قبل أن تندلع اشتباكات في نهاية الزيارة.
وأكد الدابي أن فريقه حاول الدخول إلى عمق الأحياء التي أشار إليها السكان وقالوا إنها تتعرض للقصف، لكن دون جدوى.
وأضاف: حاولنا أن ندخل أكثر وتوغلنا في الحي، لكن ظهرت ظروف وصعوبات في تلك اللحظة وكذلك حشود المواطنين، آثرنا أن نعود ونواصل في الأيام القادمة.
واليوم أنا راجع إلى حمص لمواصلة العمل في تلك المنطقة، منطقة بابا عمرو لكي نعاين الكثير من الإشكاليات الموجودة في المنطقة حتى تهدأ النفوس ويستقر الحال".
وأبلغ الدابي أن فريقه لن يغادر المنطقة قبل إنهاء مهمته على أكمل وجه، داعيا النشطاء والمعارضة إلى التحلي بالصبر.
وتابع قائلا: "البشر دائما متسرعون في حكمهم، ويريدون من اللجنة أن تعالج كل قضايا المنطقة في زيارة واحدة أو يوم واحد. نحن لدينا فرق موجودة في المنطقة وستظل موجودة وستدخل لأي منطقة وتشاهد أي موقع وتتحدث مع أي كان، إذا كان من الجانب الحكومي أو جانب المعارضة حتى تتوصل للحقيقة المجردة".
وأعلن الدابي أن مراقبي الجامعة العربية سينتشرون اعتبارا من مساء الأربعاء في درعا وإدلب وحماة.
المعارضة تأسف لتصريحات الدابي
أما المجلس الوطني السوري، فأعرب عن بالغ أسفه إزاء تلك التصريحات رئيس البعثة العربية وقال ناجي طيارة، عضو المجلس في تصريحات صحافية: "لا أعلم السيد الدابي عن أي بلد يتحدث وعن أي مكان يتحدث. رأينا بأنفسنا كيف أن العديد من الناشطين يحاولون في باب عمرو وفي مناطق أخرى أن يدعوه للدخول إلى المنازل وإلى الأحياء ويترجونه لكي يرى بعينه ويشاهد ما يحصل وهو كان يرفض.
فأنا أستغرب هذا الموقف من السيد الدابي وأستنكر بصراحة هذه التصريحات التي لا تبشر بأن عمل الوفد العربي جدي ومسؤول كما توقعنا وكما نريد منه".
وشدد طيارة على أن المجلس الوطني السوري يريد أن يكون حل الأزمة في بلاده عبر الجامعة العربية، لكنه قال: نحن لا نريد الخروج عن نطاق الحل العربي للأزمة لكن بصراحة إن لم تكن الجامعة العربية قادرة على التعامل مع الجانب السوري بشكل واع ومسؤول ودقيق ويخدم جميع الأطراف فعلى الجامعة العربية أن تعلن ذلك صراحة وأن ترفع الملف السوري إلى مجلس الأمن وتدعو مجلس الأمن إلى أن يتبنى المبادرة العربية، وتوجد الأساليب والطرق المناسبة لتنفيذها، وإلا فما الفائدة؟ ما الفائدة من حل عربي منقوص غير مكتمل لا يؤمن الحماية للمدنيين؟
مقتل 4 جنود وجرح 12 في كمين لمنشقين ضد قافلة عسكرية
ميدانيا
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة جنود سوريين قتلوا وجرح 12 آخرون في كمين نصبته صباح الأربعاء "مجموعة منشقة" لقافلة للجيش وقوات الأمن في محافظة درعا جنوب سوريا.
وقال المرصد في بيان إن "أربعة جنود على الأقل قتلوا وجرح 12 آخرون إثر كمين نفذته مجموعات منشقة لقافلة عسكرية أمنية مشتركة على الطريق بين بلدة خربة غزالة ومدينة داعل" في محافظة درعا.
وتحدث المرصد مرات عدة عن مواجهات بين الجيش النظامي ومنشقين في الأسابيع الأخيرة خصوصا في إدلب وحمص ودرعا.
دمشق تفرج عن 755 معتقلا
وذكر التلفزيون السوري الحكومي أنه تم الأربعاء الإفراج عن 755 معتقلا شاركوا في أعمال عنف ضد النظام، مع انتشار المراقبين العرب في بؤر ساخنة بالبلاد تنفيذا لبروتوكول بين دمشق والجامعة العربية.
وقال التلفزيون في خبر عاجل إنه تم الإفراج عن "755 موقوفا تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين".
وتعتبر هذه المرة الثانية التي يفرج عنها النظام عن سجناء "تورطوا" في الأحداث الأخيرة.
وكان الإفراج عن الدفعة الأولى قد تم في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حيث تم الإفراج عن 1180 سجينا حسب المصادر الرسمية.
ويقضي البروتوكول الذي أقرته دمشق الشهر الماضي بهدف إنهاء الأزمة بالإفراج عن المعتقلين كأحد شروطه الأساسية، كما يدعو لوقف قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية.
"النظام نقل المعتقلين إلى مواقع محظورة على المراقبين"
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان الأربعاء النظام السوري بأنه قام بنقل عدد كبير من المعتقلين إلى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية الذين يقومون حاليا بمهمة في سوريا، وذلك استنادا على مقابلات مع أفراد من قوات الأمن السورية.
وقالت المنظمة إن السلطات السورية نقلت ربما مئات المعتقلين إلى مواقع عسكرية ممنوعة على المراقبين العرب، داعية الجامعة العربية في الوقت ذاته إلى المطالبة "بدخول كل مواقع" الاعتقال "بموجب اتفاقها المبرم مع الحكومة السورية".
وينص بروتوكول الاتفاق الموقع بين سوريا والجامعة على السماح للمراقبين بالتحرك بحرية والاتصال بأي جهة بالتنسيق مع الحكومة السورية.
لكن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أوضح بعيد توقيع البروتوكول أن المراقبين سيذهبون إلى "المناطق الساخنة" لكن من "المستحيل زيارة أماكن عسكرية حساسة"
فرنسا والمراقبون العرب
وقالت فرنسا الأربعاء إن المراقبين العرب قضوا فترة وجيزة في حمص ما لم يمكنهم من تقييم حقيقة الوضع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "بعض المراقبين من الجامعة العربية تواجدوا لفترة وجيزة أمس في حمص" ولم يمنع تواجدهم من "استمرار القمع الدامي في هذه المدينة".
واعتبر فاليرو أن الفترة الوجيزة التي قضاها المراقبون العرب "لم تمكنهم من تقييم حقيقية الوضع القائم في حمص" وقال إنه يتعين أن يتمكن المراقبون العرب "من العودة بلا تأخير إلى هذه المدينة الشهيدة، والتجول في كلّ مكان بحرية والتمكن من التواصل الضروري مع السكان".
وقال إن المجتمع الدولي "معتاد على أساليب المماطلة للنظام في دمشق، وسوف يكون يقظا ضد أي محاولة إخفاء أو تلاعب" مجددا دعم فرنسا "لتنفيذ خطة الجامعة العربية في جميع مكوناتها".
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن "المجتمع الدولي سوف يطمئن عندما يتوقف العنف، ويعود الجيش إلى الثكنات، ويتم الإفراج عن السجناء السياسيين، وعندما يحصل الصحفيون الأجانب على التأشيرات للذهاب إلى سوريا".
وكانت بعثة مراقبي الجامعة العربية قد بدأت الثلاثاء جولة في أحياء مدينة حمص في إطار مبادرة جامعة الدول العربية لحل الأزمة في سوريا.
سكان جادلوهم وتوسلوهم 'الحماية الدولية'
وقد احتشد عشرات الالاف من السوريين في حمص الثلاثاء للاحتجاج على الرئيس بشار الاسد، بتشجيع من أول جولة لمراقبي الجامعة العربية في المدينة المضطربة، بعدما سحب الجيش بعض الدبابات في اعقاب معارك قتل فيها 34 شخصا في 24 ساعة.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ، انه يوجد 70 الف محتج على الاقل، وانهم كانوا يسيرون نحو وسط المدينة ومنعتهم قوات الامن واطلقت الغاز المسيل للدموع.
وظهرت في لقطات مصورة بثها ناشطون في حمص على موقع 'يوتيوب'، حشود من المتظاهرين تجمعت في المدينة تصيح في المراقبين العرب 'بدنا (نريد) حماية دولية'.
واظهرت اللقطات مقابلة في الشارع في ما يبدو مع المراقبين العرب، حيث ناشدهم بعض السكان وتوسلوا اليهم للتوغل في حي بابا عمرو، حيث اتسمت الاشتباكات بالشراسة على نحو خاص.
وقرب انتهاء شريط الفيديو سمع دوي زخات رصاص بعدما صرخ أحد السكان في وجه مراقب ليكرر ما ابلغ به قيادته للتو.
وصاح رجل وهو يمسك بالمراقب من سترته 'كنت تقول لرئيس البعثة انه لا يمكننا العبور الى الشارع الثاني بسبب اطلاق النار. لماذا لا تقول هذا (لنا)'. وقال المراقب انه غير مخول بالادلاء بتصريحات.
ويرى محللون أن الجامعة العربية حريصة على تجنب نشوب حرب أهلية في سورية. ولم تبد القوى الغربية رغبة في التدخل عسكريا وتنقسم المواقف حول هذا الأمر داخل مجلس الأمن التابع للامم المتحدة.
ويبدو أن معارضي الأسد منقسمون حول الأهداف والأساليب. ويتمتع الأسد بتأييد قوي في مناطق مهمة مثل العاصمة دمشق ومدينة حلب ثاني أكبر مدينة سورية.
ودوى صوت أعيرة نارية قوي، بينما كان مراقبان ورجلان يرتدي كل منهما سترة برتقالية اللون وسط حشد من السكان الذين ناشد أحدهم الفريق قائلا 'ادخلوا الى الداخل وانظروا ما يحدث في الداخل. لقد ذبحونا والله'.
وتحظر دمشق دخول الصحافيين الاجانب، مما يجعل من الصعب التحقق من الاحداث على الارض. وقال رئيس البعثة ان الزيارة الاولى سارت على نحو جيد.
وقال الفريق أول الركن مصطفى الدابي، وهو سوداني الجنسية، انه سيعود الى دمشق لحضور اجتماعات وسيعود الى حمص. وأضاف ان الفريق سيبقى في حمص وان اليوم سار على نحو جيد جدا وكل الاطراف كانت متجاوبة.
وقال ناشط إن ما يصل إلى 12 دبابة شوهدت وهي تنسحب من حي بابا عمرو قبيل وصول المراقبين إلى المدينة. وبابا عمرو من أكثر أحياء حمص اضطرابا. وأضاف الناشط أن دبابات أخرى تم إخفاؤها.
وعلت اصوات الصفير والصراخ ولوح المحتجون بالاعلام وبثوا موسيقى عبر مكبرات الصوت وهم يصفقون. ونصحت النساء بمغادرة المكان بسبب مخاطر اراقة دماء. لكن احد المتحدثين حث الرجال على التقدم.
ويقول الرئيس السوري بشار الأسد إنه يقاتل إرهابا موجها من الخارج وتحدى نداءات لافساح الطريق لاصلاحي يخلفه مثلما حدث في مصر وليبيا وتونس بعد انتفاضات شعبية أطاحت بالحكام الطغاة هذا العام.
ويتزايد التمرد المسلح على حساب الاحتجاج المدني في سورية.
ويخشى كثيرون من الانزلاق الى حرب اهلية بين الغالبية السنية، وهي القوة الدافعة لحركة الاحتجاج والاقليات التي بقيت موالية للحكومة، خاصة الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.
ويقول الناشطون إنهم يريدون إيصال رسالة إلى بعثة الجامعة العربية مفادها أنه ينبغي عدم السماح للدولة بأن تخدع فرق المراقبين وتطلعها على الاماكن التي تكون الحياة فيها طبيعية نسبيا في المدينة.
وقال ملهم الدروبي القيادي بجماعة الاخوان المسلمين وعضو المجلس الوطني السوري، الذي يضم جماعات معارضة في المنفى، انه لا يريد القفز على النتائج والقول بأن الوفد ليس موضوعيا أو لا يبحث عن الحقيقة.
وقال انه ليس من الانصاف الان اصدار حكم ودعا الى الانتظار لمعرفة ما يحدث.
وقال انه يتوقع ان يتمكن فريق المراقبين من كتابة تقرير به العديد من الحقائق لان الحقائق واضحة تماما واذا ذهبوا الى بابا عمرو فانهم سيرون ان هناك دمارا.
سماع أعيرة نارية واحتجاجات في حماة في لقطات حية على الجزيرة
وفي لقطات حية بثتها قناة الجزيرة الفضائية الأربعاء تردد دوي أعيرة نارية وتصاعد دخان أسود فوق مدينة حماة بوسط سوريا.
وظهر في البث عشرات الرجال يسيرون في الشوارع ويهتفون متسائلين عن المراقبين العرب.
ومن المقرر أن يزور وفد المراقبة التابع لجامعة الدول العربية مدينة حماة الخميس.
وظهر في اللقطات التي أذاعتها قناة الجزيرة رجل ينزف من عنقه بينما كان محتجون يهتفون من الخلف.
منظمات حقوقية
وكتبت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة ساره ليا ويتسن في بيان أن "الحكومة السورية أظهرت أنها لن تتراجع أمام أي شيء لعرقلة مراقبة مستقلة للقمع الذي تمارسه"، داعية الجامعة إلى "الرد على هذه الحجج والإصرار بشكل واضح على الوصول إلى كل المعتقلين".
وقال أحد أفراد قوات الأمن السورية في حمص معقل الحركة الاحتجاجية في وسط البلاد، لهيومن رايتس ووتش بعد توقيع البروتوكول إن مدير سجن المدينة أمر بنقل معتقلين.
وأضاف المصدر نفسه أن بين 400 و600 معتقل نقلوا في 21 و22 من الشهر الجاري إلى مراكز اعتقال أخرى وخصوصا إلى مركز عسكري لإنتاج الصواريخ يقع في زيدل قرب حمص.
ونقل عن المسؤول الذي لم يكشف عن هويته القول إن "عمليات النقل تمت على دفعات"، موضحا أن "بعض المعتقلين نقلوا في سيارات جيب مدنية بينما نقل آخرون في شاحنات بضائع".
وتابع هذا المصدر: "كنت أقوم بتجميع المعتقلين ووضعهم في الشاحنات والأوامر التي صدرت من مدير السجن كانت تقضي بنقل المعتقلين إلى خارجه".
وقالت هيومن رايتس ووتش إن تلك الرواية يؤكدها شهود آخرون بينهم معتقل قال إن "بين 150 شخصا يحتجزون في أحد المواقع أشخاصا كانوا يعملون مع صحافيين فضلا عن منشقين ومحتجين".
"يجب على الجامعة المطالبة بالوصول للمحتجزين"
وأكدت ساره ليا ويتسن أن "خداع سوريا يجعل من الضرورة على الجامعة العربية أن تضع خطوطا واضحة فيما يتعلق بضرورة الوصول إلى المعتقلين، على أن تكون الجامعة مستعدة للجهر بالقول حينما يتم تجاوز تلك الخطوط".
كما أضاف الضابط الأمني أن الحكومة السورية أصدرت بطاقات أمنية لمسؤوليها العسكريين، معتبرة أن ذلك يشكل "انتهاكا للاتفاق مع الجامعة العربية".
وأوضحت ويتسن أن "التغطية على وجود عناصر الجيش بارتدائهم زي الشرطة لا يعد استجابة لدعوة الجامعة العربية سحب الجيش" من الشوارع.
ودعت الجامعة العربية إلى "تجاوز الخداع الحكومي السوري بالضغط للمطالبة بالوصول إلى أي مكان يحتجز فيه معتقلون وصولا كاملا".
ميقاتي ينفي وجود تنظيم القاعدة على الحدود مع سوريا
وفي بيروت، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأربعاء غياب أدلة ثابتة على وجود تنظيم القاعدة على الحدود مع سوريا، بعدما أثار تصريح لوزير الدفاع حول تسلل عناصر من القاعدة من لبنان إلى سوريا جدلا واسعا في البلاد.
وقال ميقاتي بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي: "ليست هناك أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في عرسال"، البلدة الواقعة في شرق لبنان والتي تملك حدودا واسعة مع محافظة حمص السورية.
وأضاف: "في ليل 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، دخل الجيش بلدة عرسال بناء على معلومة عن وجود شخص فيها قد يكون مرتبطا بتنظيم إرهابي دولي لكن لم ترد معلومات عن وجود جماعات منظمة أو تنظيم معين".
وتابع: "باتت كلمة القاعدة توصيفا عاما يطلق بمناسبة أو من دونها، والحديث عن وجود معلومات لا يعني أنها باتت حقيقة قائمة". وأكد أنه "لا يجوز التعاطي مع هذا الموضوع الحساس والدقيق على نحو يضر بلبنان. وبالتالي فإن الأجهزة الأمنية التي كلفت التدقيق في المعلومات ستحمل إلى اللبنانيين الخبر اليقين".
وكان وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أول من تحدث عن هذه المعلومات، مشيرا إلى تهريب عناصر من القاعدة وسلاح من عرسال إلى الأراضي السورية.
وأثارت تصريحاته استنكارا لا سيما من المعارضة المناهضة لدمشق وفاعليات عرسال، البلدة التي تعتبر معقلا لتيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز أركان المعارضة.
وأوضح ميقاتي الأربعاء أن وزير الدفاع "لديه بعض المعلومات من دون وجود أدلة كاملة"، مضيفا أن الوزير "شرح لمجموعة من الضباط المعطيات التي لديه وطلب اتخاذ التدابير اللازمة لئلا يكون لبنان قاعدة لانطلاق أي عمليات إرهابية".
وتتألف الحكومة الحالية من أكثرية مكونة من حزب الله وحلفائه المؤيدين لدمشق وبينهم وزير الدفاع، مع أقلية تصنف نفسها في موقع وسطي وبينها ميقاتي. وتوغل الجيش السوري مرات عدة خلال الأشهر الماضية في أراض لبنانية، لاسيما في عرسال، خلال قيامه بعمليات أمنية تقول دمشق إنها تستهدف ملاحقة فارين أو مهربي سلاح.
وقتل ستة أشخاص منذ أكتوبر/تشرين الأول في مناطق حدودية لبنانية في هذه التوغلات وغيرها، وفي حوادث إطلاق نار مصدرها الجانب السوري. وعبر عرسال، يمر بشكل منتظم عدد من الجرحى السوريين لا سيما المعارضين منهم الذين يصابون في أعمال عنف ويقصدون لبنان للعلاج. وهم يسلكون طرقا فرعية وعرة للوصول إلى لبنان.
إصابة ثلاثة أشخاص برصاص الجنود السوريين
وأفاد شاهد أن جنودا سوريين أطلقوا النار الثلاثاء على سيارة كانت تعبر الحدود بين سوريا ولبنان للدخول إلى الأراضي اللبنانية في منطقة وادي خالد بشمال لبنان.
وقال هذا الشاهد: شاهدنا جنودا سوريين يطلقون النار على السيارة فيما كانت تعبر معبر الريداني" غير الشرعي في منطقة وادي خالد. وتم نقل الجرحى الثلاثة إلى أحد المستشفيات في منطقة عكار.
لا يوجد تعليقات...عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا الخبر ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!
أهلاً و سهلاً بك معنا في ABC Arabic
أحدث الأخبار : |