• مظاهرات معارضة للأسد تستقبل المراقبين العرب في حمص بالتزامن مع مقتل 11 شخصا
    تصغير الخط تكبير الخط طباعة المقالة

    دمشق ـ عبد القادر السيد   -   2011-12-27


    بدأت بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا في تنفيذ مهمتها بزيارة محافظة حمص للتحقق من التزام دمشق بمبادرة الجامعة الهادفة إلى وضع حد للعنف في البلاد، فيما تظاهر الآلاف في حمص ضد نظام بشار الأسد.

    وتأتي زيارة الدفعة الأولى من المراقبين العرب الذين وصلوا الى سورية مساء الاثنين، الى حمص للاطلاع على مدى تطبيق النظام السوري لبنود خطة وقعها مع الجامعة في الأيام الأخيرة.

    وتأتي زيارة حمص استجابة لمطالب المعارضة السورية التي اتهمت السلطات بارتكاب "مجازر" في المدينة. ولذلك توجهت الدفعة الأولى من المراقبين العرب الى حمص مباشرة، ويبلغ عددهم 50 مراقبا، سيتم تقسيمهم إلى خمس فرق تضم كل واحدة منها 10 مراقبين، وستتوجه إلى 5 مواقع مختلفة.

    وتزور فرق المراقبين العرب مدن دمشق ودرعا وحماة وإدلب وأرياف هذه المدن، لإعداد تقارير مفصلة بعد الاستماع لشهادات المدنيين والمعارضة.

    وتنص الخطة العربية على سحب الجيش السوري من المناطق السكنية ووقف القتال وإطلاق سراح من اعتقلوا في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، الذين تقول المعارضة إنهم يعدون بالآلاف، والسماح لوسائل الإعلام العربية والدولية بالدخول إلى مناطق التوتر والعمل فيها بحرية.

    مقتل 11 شخصا الثلاثاء

    وبالتزامن مع تحرك الوفد العربي، اعلنت الهيئة العامة للثورة أن احد عشر شخصا سقطوا الثلاثاء برصاص الجيش السوري معظمهم في مدينة حمص، رغم وجود أنباء عن بدء الجيش السوري سحب دباباته من حي بابا عمرو في المدينة.

    من جانب آخر، أفادت وكالة "سانا" بان الجهات المختصة في محافظة إدلب اشتبكت صباح الثلاثاء مع مجموعة مسلحة قرب الحدود التركية في موقع عين البيضة التابع لناحية ابداما في منطقة جسر الشغور كانت تحاول تسهيل عملية تسلل مجموعة إرهابية أخرى من داخل الأراضي التركية.

    ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن الجهات المختصة تمكنت من قتل وإصابة عدد من المسلحين ومصادرة كميات من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية وأجهزة الاتصال وبطاقات شخصية مزورة.
    وأوضح المصدر أن باقي عناصر المجموعة لاذوا بالفرار باتجاه الأراضي التركية مشيرا إلى أن المعدات التي تمت مصادرتها "كانت معدة لارتكاب أعمال عدوانية وإرهابية وإجرامية داخل الأراضي السورية".

    تظاهرات في حمص

    وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من ثلاثين ألف شخص تظاهروا الثلاثاء ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حي الخالدية في حمص التي يزورها وفد مراقبي الجامعة العربية.

    وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن المتظاهرين يسعون "لفضح ممارسات وجرائم النظام تزامنا مع زيارة وفد للمراقبين العرب الى المدينة. "

    وأضاف أن هناك "تظاهرة حاشدة وكبيرة في حي باب الدريب التحم المتظاهرون فيها مع تظاهرة أخرى خرجت في حي جب الجندلي المجاور" بخلاف تظاهرات أخرى في كرم الشامي وحي الميدان.

    و قال عبد الرحمن إن "وفد المراقبين العرب دخل إلى حي بابا عمرو يرافقه أشخاص من الحكومة لكنه لم يلتق أحدا من سكان الحي المتمرد "، الذي كان عرضة لقصف بالدبابات يوم الاثنين أدى إلى مقتل أكثر من 23 شخصا بحسب تقديرات منظمات حقوقية.

    وقال ناشطون إن دبابات للجيش السوري انسحبت من حي بابا عمرو قبيل وصول المراقبين العرب إليه.

    المراقبون العرب

    كما التقى مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء بمحافظ حمص غسان عبد العال قبل القيام بجولة في أحياء المحافظة، التي تعد أحد معاقل التمرد على نظام الرئيس بشار الأسد.

    ثم توجه الوفد إلى حي باب السباع حيث "قام بتقييم الأضرار التي سببتها المجموعات الإرهابية والتقى أقرباء شهداء وشخصا خطفته هذه المجموعات من قبل."

    وعند وصول المراقبين إلى باب السباع "تجمع عدد كبير من الأشخاص ليؤكدوا أنهم يريدون التصدي للمؤامرة التي دبرت ضد سوريا".

    وسيتوجه المراقبون العري إلى حماة وإدلب أيضا، بدون تحديد أي موعد.

    وكان خمسون مراقبا عربيا برئاسة الفريق أول الركن محمد أحمد الدابي قد وصلوا مساء الاثنين لمراقبة الوضع على الأرض في سوريا حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قد قتلوا في قمع الحركة الاحتجاجية ضد النظام منذ منتصف مارس /آذار الماضي.

    وتندرج مهمة البعثة في إطار خطة وضعتها الجامعة العربية للخروج من الأزمة، وتنص على وقف العنف والإفراج عن المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن وحرية تنقل المراقبين العرب والصحافيين في كافة أنحاء البلاد.

    وكانت المعارضة السورية قد طالبت الاثنين مجلس الأمن الدولي بتبني تطبيق المبادرة العربية بشأن سوريا بهدف إنهاء ما وصفته ب "المأساة" في هذا البلد.

    وأكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون في مؤتمر صحافي في باريس أن "المراقبين العرب الذين وصلوا إلى حمص لا يستطيعون القيام بمهمتهم بسبب الأوضاع المتردية فيها".

    وقال إنه "من الأفضل أن يتولى مجلس الأمن الدولي أمر هذه الخطة العربية ويتبناها ويؤمن سبل تطبيقها"، معتبرا أن "هذا الأمر سيمنح المبادرة مزيدا من القوة".

    وأضاف غليون أن "الخطة العربية اليوم هي خطة جيدة لاحتواء الأزمة، ولكني اعتقد أن الجامعة العربية لا تملك الوسائل الفعلية لتطبيقها".

    مظاهرات ليلية
    وقد خرجت مظاهرات ليلية في مناطق عدة بالبلاد منها محافظة ريف دمشق تضامنا مع حي بابا عمرو. وبث ناشطون صورا لمظاهرات في مدن دوما وسقبا ويبرود ومضايا والزبداني هتفت للمدن المحاصرة وحيت الجيش السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي، وأكدت على مطالبتها بإسقاط النظام.

    كما خرجت مظاهرات في محافظة درعا وفي مدينة إدلب نصرة للمناطق المحاصرة وخصوصا حي بابا عمرو في حمص، وأكد المتظاهرون استمرار الثورة حتى إسقاط النظام.

    وفي مدينة تلبيسة استهدف تفجير خطا للغاز شرقي المدينة في وقت سابق من فجر اليوم، ويقول الناشطون إن طائرات حربية تابعة للنظام هي التي فجرت الأنبوب "في محاولة جديدة لتشويه الثورة السلمية".

    أعمال العنف

    وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "عملية تخريبية قامت بها مجموعة إرهابية استهدفت فجر الثلاثاء أنبوبا للغاز في محافظة حمص وسط سوريا".

    وقالت إن الخط يقع في قرية المختارية الواقعة بين كفر عبد والرستن في محافظة حمص.

    اما الهيئة العامة للثورة السورية فقد ذكرت إن 56 شخصا قتلوا الإثنين في عمليات أمنية وعسكرية في عدة مناطق سورية معظمهم في حي بابا عمرو بحمص.

    وأكد ناشطون أن الجيش اقتحم أحياء الحميدية والشرقية والبارودية في مدينة حماة، وسط حملة دهم واسعة وإطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة على المنازل.

    لا يوجد تعليقات
    ...
    عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا الخبر ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!
    أهلاً و سهلاً بك معنا في ABC Arabic

    اسمك *

    البريد الالكتروني *

    المدينة

    المعلومات المرسلة *
    أدخل الكود *
    أضف

إعلان


إعلان