انضمّ أمين عام حزب الله حسن نصرالله إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأعلن التبني العلني والواضح لترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وأرفقه برسالة إلى التيار الوطني الحر الرافض خيار فرنجية، ليقول “عندما نعلن دعمنا الوزير فرنجية هذا ليس إخلالاً بالتفاهم”.
وفي إطلالة إعلامية بمناسبة “يوم الجريح” أفرد نصرالله مساحة كبيرة للحديث عن الاستحقاق الرئاسي بتحديده عدة نقاط، وقال “نحن نريد انتخاب رئيس بشكل قاطع وأكيد ولا نريد الفراغ لأن الناس يتحدثون عن استهداف الموقع المسيحي الأول، وانتخاب الرئيس يعني المصلحة الوطنية لأننا عندما ننتخب الرئيس ينتظم تكوين السلطة. ونحن ملتزمون بنصاب الثلثين بانتخاب الرئيس لأن هناك أناساً يعتقدون أنهم بتأمين 65 صوتاً يبدأون الحديث عن أن نصاب الدورة الثانية هو 65، أما نحن فملتزمون بنصاب الثلثين في الدورتين الأولى والثانية”.
فيتو الخارج
وأضاف “لا نقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيساً وليس على حزب الله فقط بل على الشعب اللبناني، والغريب أن هناك قوى تسمّي نفسها سيادية تلجأ إلى الخارج لتطلب منه فرض عقوبات على من لا ينتخب رئيساً. ولا نقبل فيتوات خارجية على أي مرشح في لبنان، والبعض يستند إلى فيتو هذه الدول ليقول إنه ليس له حظ سواء كنا ندعمه أو نرفضه. الفيتو الخارجي مرفوض إنما نقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر. وبالنسبة إلى أصدقائنا في الإقليم وهم ليسوا كثرة فإيران وسوريا لم تتدخلا لا بالترشيح ولم تضعا فيتو على أحد، وفي عملية الانتخاب يقولون راجعوا حلفاءنا في لبنان”.
وتابع “بالنسبة إلى الفريق الآخر، هل سيبقون منتظرين السعودية وفرنسا؟ نحن لا ننتظر أحداً، قرارنا بيدنا نرشّح من نريد وننتخب من نريد. لا نراهن على أوضاع إقليمية أو تطورات أو تسويات في المنطقة نعمل في الليل والنهار ليكون الانتخاب غداً. البعض ينتظر تسوية إيرانية أمريكية، ما علاقتها بالرئاسة في لبنان؟ ولا علاقة للملف النووي الإيراني بأي شيء آخر في المنطقة. ومن ينتظر تسوية سعودية إيرانية سينتظر طويلاً. حل موضوع اليمن ليس في إيران ولا عند حزب الله بل عند اليمنيين. نقول تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق البعد الداخلي والوطني”.
تعطيل النصاب
وتحدث نصرالله عن تعطيل النصاب في إشارة إلى رئيسي القوات اللبنانية والكتائب، فقال “سمعنا في الآونة الاخيرة من قادة أحزاب سياسية وكتل نيابية أنه إذا كانت الجلسة ستختار المرشح المدعوم من فريقنا السياسي أو من الممانعة وهذه الكلمة لا تؤذينا فنحن ممانعون وهذا شرف عظيم لنا، أنهم سيعطلون النصاب. نحن عندما كنا نعطل النصاب إلى أن تم انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية اتهمنا وشتمونا، وكنا نقول هذا حقنا الطبيعي. أولاً هذا حقكم الطبيعي وليس عيباً وبالتالي لا مشكلة لدينا في هذا الموضوع ولكن ما عدا عما بدا ليتحوّل ما كان حراماً في الماضي إلى واجب. في هذه الحالة سيكون اللبنانيون أمام خيارين إما الذهاب إلى مجلس النواب وإذا تعطّل النصاب معنى ذلك لا رئيس. الخيار الثاني هو ليقل كل فريق من هو مرشحه الجدي أو المرشح الذي يدعمه كي لا يبقى أحد يناور، فنذهب إلى المجلس وإذا لم يتم النصاب نعمل حواراً وهذا هو الحل الوحيد”.
وأوضح نصرالله “أن ليس لدى حزب الله شيء اسمه مرشح حزب الله، البعض يقولون هذا مرشح حزب الله من أجل إحراقه، لدينا مرشح يدعمه حزب الله. هناك مرشحون طبيعيون ونحن ندعم أحد المرشحين الطبيعيين. ونفس هذه المعركة استخدمت في معركة العماد عون وكان مرشحاً طبيعياً، واليوم نفس الشيء”.
باسيل والخطة ب
وكشف أمين عام حزب الله عن بعض المداولات مع رئيس التيار الوطني الحر حول الاستحقاق بقوله “أردنا منذ البداية أن ندخل في نقاش مع حلفائنا وبدأنا حواراً مع الحليف وحليف الحليف ووصلنا إلى استنتاج داخلي، وعملنا جلسة طويلة مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير الصديق جبران باسيل، وقلت له هذه المواصفات ويهمنا رئيس لا يطعن ظهر المقاومة والشجاعة والتواصل مع جميع الأطراف وغيرها، وقلت له هذه المواصفات موجودة في حضرتك ورئيس تيار المردة وبما انك تقول لا تريد الترشح، لذلك طبيعي أن يكون خيارنا الوزير فرنجية، طبعاً الوزير باسيل عصّب، وسألني أليس لديكم خطة ب، فأجبته تعلمنا من الرئيس عون ألا يكون لدينا خطة ب. لا أحد يشتغل بهذه الطريقة. انتهينا بعد منتصف الليل إلى أن للبحث صلة. وفي آخر لقاء حصل لوفد من حزب الله عند قيادة التيار، قلنا لا مانع من استمرار النقاش ووضع لائحة أسماء من ضمنها الوزير فرنجية، ولكن إذا من البداية شطبنا اسماً نكون استجبنا للشروط. وكنا نعطي وقتاً للنقاش الداخلي ولذلك ذهبنا إلى الورقة البيضاء احتراماً للاسم الذي نضعه لأننا لا نقترع لاسم كتجربة، وعندما نكتب الاسم على الورقة هذا التزام جدي ولا نناور أو نقطّع الوقت”.
وأكد نصرالله “نضم صوتنا إلى صوت الرئيس بري، والمرشح الطبيعي الذي ندعمه في الانتخابات الرئاسية ونعتبر أن المواصفات تنطبق عليه هو الوزير سليمان فرنجية وعلى هذا الأساس تعالوا لنناقش”.
لوازم التفاهم
ووجّه نصرالله كلمة أخيرة إلى التيار الوطني الحر جاء فيها: “منذ توقيع التفاهم في 6 شباط/فبراير 2006 كنا حريصين على التفاهم ومازلت أحرص الناس عليه، صحيح نقول إنه في وضع حرج. يجب تصحيح شيء في الأذهان، التفاهم لم يحوّلنا إلى حزب واحد ولم يجعل أحداً تابعاً لحزب آخر. ليس في التفاهم ما يفيد أن نقوم سوياً بالاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس أو رئيس الحكومة. نحن صوّتـنا لرئيس المجلس وهم لم يصوّتوا ولم نقل لهم هذا طعن وغدر. نحن في الانتخابات الماضية عندما دعمنا ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية ليس على أساس أن التفاهم يلزمنا. أصلاً لم يطلب العماد عون دعمنا بل نحن بادرنا وقال “ممنونين”. اذاً دعمنا ليس من لوازم التفاهم. وعندما ندعم الوزير فرنجية لا يعني أننا خرجنا من التفاهم، أنتم أحرار تختاروا الرئيس الذي تريدون، لا تطعنني ولا أطعنك”.
وختم “في كل مرة كنا نختلف كان إخواننا في التيار يهاجموننا في موضوع بناء الدولة ومكافحة الفساد، وعدم ردنا لا يعني تسليمًا بما يُوجَّه ضدنا لكننا حريصون على العلاقة ولن نفتح الباب للمصطادين بالماء العكر عبر التحدث بهذه الأمور عبر الإعلام، ولا أقبل بأن يُقال أن حزب الله أجرى تحالفًا وطعن بحليفه”.
معادلة الردع
تطرق نصرالله لإقرار إسرائيل قانون إعدام الأسرى، فوصفه بأنه “أحمق”. وقال “أيها الصهاينة الحمقى هذا القرار سيزيد من عزيمة وإصرار المقاومين الفلسطينيين على تنفيذ العمليات الجهادية”، وأكد “أننا لا نحتاج دليلاً على وحشية الاحتلال في ما حصل في بلدة حوارة”.
وتطرّق إلى ما حصل عند الخط الأزرق بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية، مشيراً إلى “محاولات للعدو للتمدد بأمتار خارج الخط الأزرق”، وقال “رأينا مشاهد الناس العُزَّل الذين يقفون بوجه جيش ودبابات الاحتلال دون أي خوف بجرأة وشجاعة. كما رأينا الجيش اللبناني بضباطه وجنوده يقف وجهًا لوجه ضد الاحتلال على الحدود ويمنعون الاحتلال من التمدد والاحتلال، ولم يكن ليحصل ذلك دون معادلة ردع في لبنان والتي تتجلى بما نراه على الحدود بالشعب والجيش والمقاومة”.