تظاهر العشرات خارج أحد السجون في إيران الليلة الماضية، وسط تقارير عن استعداد السلطات لتنفيذ حكم الإعدام بحق اثنين آخرين من المحتجين ضد الحكومة.
ونشر نشطاء من المعارضة لقطات فيديو يظهر فيها أشخاص يرددون شعارات خارج سجن في مدينة كراج.
وقدمت والدة محمد غوبادلو، أحد المهددين بالإعدام، مناشدة خلال التجمع أمام السجن.
وكان حكم الإعدام قد نفذ في اثنين من المحتجين السبت، مما أدى إلى إدانات دولية.
وعبر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن أسفه بسبب الإعدام "الصادم" لمحمد مهدي كرامي و سيد محمد حسيني، الذي جاء "عقب محاكمات غير عادلة مبنية على اعترافات أخذت بالإكراه"، حسب التصريح الأممي.
وكانت محكمة قد أدانت الرجلين بتهم "الإفساد في الأرض" بسبب مشاركتهما المزعومة في قتل أحد عناصر قوات الباسيج شبه العسكرية في كراج في شهر نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
ونفى الاثنان التهمة، وقالا إنهما تعرضا للتعذيب.
ومع إعدام الرجلين بلغ عدد الذين أعدموا أربعة أشخاص، على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في شهر سبتمبر/أيلول عقب وفاة شابة في السجن بعد اعتقال شرطة الأخلاق لها بسبب ارتدائها الحجاب بشكل غير لائق.
ووصفت السلطات المحتجين بأنهم "مثيرو شغب"، وواجهتهم بالرصاص الحي، في بعض الأحيان.
وقتل 519 من المحتجين و68 من رجال الأمن، حتى الآن، وفقا لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان.
وتفيد الوكالة بأن 19290 قد اعتقلوا وأن 11 منهم مهددون بأحكام الإعدام، حيث وجهت لهم تهم خطيرة.
وتجمع الناس خارج سجن رجائي شهر ليلة الأحد بعد أن حذر ناشطون من أن محمد غوبادلو ومحمد بوروغاني قد نقلا إلى زنازنتين انفراديتين استعدادا لتنفيذ حكم الإعدام بهما.
ونشر تجمع المعارضة "1500 Tasvir" لقطات فيديو تظهر فيها جموع تردد شعارات تحذر السلطات من تنفيذ أحكام الإعدام.
وتضمنت الشعارات "سأقتل من يقتل أخي" و"هذا التحذير الأخير. إذا أعدمتموهم ستندلع الانتفاضة".
وصورت والدة غوبادلو، التي كانت قد قالت إن ابنها يعاني من متلازمة "ثنائي القطب"، وهي تقول للمحتجين إن 50 طبيبا قد وقعوا التماسا يدعو القضاء إلى تشكيل لجنة لفحص حالة ابنها النفسية.
وأضافت: "لو كانوا يؤمنون بالله فسوف يستجيبون لالتماس 50 طبيبا".
وقالت أيضا إن الشرطي الذي يتهم ابنها بقتله "قد استشهد في مكان آخر".
وعرض تجمع تجمع "1500 Tasvir" لقطات فيديو من حول السجن يسمع فيها إطلاق رصاص.
وأعلن تجمع النشطاء في وقت لاحق من يوم الاثنين أن الاحتجاجات نجحت في إيقاف تنفيذ عمليات الإعدام "حتى اللحظة على الأقل".
وقد علقت المحكمة العليا حكم الإعدام الصادر ضد غوبادلو البالغ من العمر 22 عاما يوم 24 ديسمبر/كانون أول.
واتهم بدهس مجموعة من رجال الشرطة بسيارته خلال احتجاجات في طهران في شهر سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى مقتل واحد منهم وجرح آخرين.
وقدم للمحاكمة دون حضور محاميه، الذي قال إن الادعاء اعتمد أدلة فيها ثغرات.
وقالت منظمة العفو الدولية أيضا إنها قلقة من تعرض غوبادلو للتعذيب أو سوء معاملة أثناء احتجازه، معتمدة على تقرير أشار إلى وجود كدمات على ذراعه ومرفقه وكتفه.
وقدم محمد بوروغاني، البالغ من العمر 19 عاما، إلى المحاكمة مع غوبادلو واتهم أيضا بالتلويح بسكين وإضرام النار في بناية حكومية وجرح ضابط شرطة، واتهم كذلك بالتحريض على المشاركة في الاحتجاجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه أدين بعد إجراءات لا تشبه المحاكمة.
وفي تطور منفصل، أعلن القضاء الإيراني أن محكمة في أصفهان حكمت بالإعدام على ثلاثة بتهمة تنفيذ هجوم أثناء الاحتجاجات في المدينة في 16 نوفمبر/تشرين ثاني قتل فيها ثلاثة ضباط شرطة بالرصاص.
وأدين كل من صالح ميربشيري بولتقي وماجد كزامي وسعيد يعقوبي بتهم العداء لله.
وحكم على شخصين آخرين بالسجن بسبب مشاركتهم المفترضة في الهجوم، بينهم لاعب كرة القدم المحترف أمير ناصر.
شولتس يندد باستخدام إيران عقوبة إعدام المتظاهرين "كوسيلة للقمع"
فيما ندد المستشار الألماني أولاف شولتس باستخدام إيران عقوبة إعدام المتظاهرين "كوسيلة للقمع"، أعلنت وزيرة خارجيته عن استدعاء السفير الإيراني في برلين مجددا. كما استدعت عواصم أوروبية أخرى سفراء طهران لديها للاحتجاج.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي اعتيادي "مع شركائنا الدوليين، سنزيد الضغوط أكثر على القيادة الإيرانية"، مضيفا أن إيران في حاجة إلى أن ترى أنها ستدفع ثمنا مقابل استمرارها في عمليات الإعدام.
من جانبها أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم أنها استدعت السفير الإيراني في برلين "مرة أخرى" للاحتجاج على إعدام الرجلين مؤخرا.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيرها القبرصي ايوانيس كاسوليدس، قالت بيربوك في برلين اليوم إن من المنتظر أن يتم التوضيح للسفير على نحو لا لبس فيه أن "القمع الوحشي والاضطهاد وترويع سكان البلاد بالإضافة إلى أن حالتي الإعدام الأخيرتين لن تمرا دون عواقب".
في الوقت نفسه، أكدت الوزيرة الألمانية أن " نظام الحكم الذي يقتل شبابه من أجل ترويع شعبه، ليس له مستقبل".
من جانبه، قال الوزير القبرصي خلال المؤتمر إن من غير الممكن القبول بهذا الاضطهاد، مشيرا إلى أن هذا الاضطهاد يتطلب رد فعل من جانب الاتحاد الأوروبي.
كما اتخذت الدنمارك وبلجيكا وهولندا، وفرنسا وبريطانيا إجراءات مماثلة.
وأعلنت وزارة الخارجية النروجية اليوم أنها استدعت السفير الإيراني المعتمد في أوسلو للتنديد بإعدام متظاهرين احتجوا على مقتل مهسا أميني. وقالت الوزارة "ندعو إيران إلى التوقف عن قمع حقوق الإنسان. النروج تدعو إيران إلى الرد على الاحتجاجات بإصلاحات جادة ووقف الإعدامات على الفور".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية أنها ستستدعي القائم بالأعمال الإيراني في باريس "لإبلاغه بإدانتها الشديدة" لعمليات الإعدام وللقمع الحالي في إيران. وذكّرت الخارجية الفرنسية في بيان أنها قامت بذلك "عدة مرات عبر قنوات مختلفة مع السلطات الإيرانية"، مضيفة أنها "تابعت بأكبر قدر من الاهتمام الاعتصام الذي نظم يوم أمس أمام السفارة الفرنسية في طهران والذي لم يكن عفوياً ".
وفي لندن استدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي القائم بالأعمال الإيراني، وقال كليفرلي في بيان "اليوم استدعيت القائم بالأعمال الإيراني
للتنديد بأشد العبارات الممكنة بعمليات الإعدام المروعة التي شهدناها في مطلع الأسبوع".
وكانت متحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد قالت السبت إن الاتحاد يشعر بالصدمة إثر إعدام إيران لمزيد من الأشخاص على صلة بالمظاهرات التي وقعت في إيران.
واليوم أعلنت السلطة القضائية الإيرانية إصدار أحكام إعدام بحق ثلاثة أشخاص بعد إدانتهم في قتل عناصر من قوات الأمن وسط البلاد على هامش الاحتجاجات، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس عن موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية.