أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، بمقتل خمسة من قوات النظام في استهداف طائرة مسيرة تركية لنقطة عسكرية بريف عفرين شمال غرب حلب.
وقال المرصد إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حال خطرة بعد الاستهداف التركي للنقطة العسكرية في قرية كشتعار بناحية شران في ريف عفرين.
وأضاف أن القوات التركية المتمركزة في قاعدة كلجبربن تواصل قصف قرى مرعناز والمالكية والشوارغة ومطار منغ العسكري ومحيط مدينة تل رفعت وقرية الشيخ عيسى بريف حلب الشمالي.
من جهتها، أفادت وكالة أنباء هاوار الكردية اليوم بأن الجيش التركي استهدف قافلة للقوات الروسية أثناء محاولتها إيصال مواد لوجستية إلى قوات النظام في ناحية تل تمر بمحافظة الحسكة السورية.
وقالت الوكالة إن استهداف القافلة جرى "بشكل مباشر"، ما أجبرها على الرجوع دون الوصول إلى نقاط قوات النظام لكنها لم تتعرض لأي أضرار تذكر.
وفي 20 تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقت تركيا سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني في العراق ولقوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في سوريا، في هجوم قالت إنه جاء رداً على اعتداء اسطنبول في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص. ونفى الطرفان الكرديان أي دور لهما فيه.
ومنذ ذلك الحين، علت التهديدات التركية بشن هجوم بري أيضاً ضد مناطق سيطرة القوات الكردية في سوريا، رغم رفض واشنطن، الداعمة للأكراد، وموسكو، الداعم الرئيسي لدمشق.
منذ بدء الحملة الجوية التركية، دعت قوات سوريا الديمقراطية الولايات المتحدة وروسيا إلى اتخاذ مواقف أكثر "حزماً" لمنع أنقرة من مواصلة ضرباتها ومن شن هجوم بري ضدها.
وخلال الأسبوع الماضي، استمرت الضربات الجوية التركية بواسطة الطيران الحربي والمسيرات بشكل متقطع في شمال وشمال شرق سوريا.
واستهدفت بشكل رئيسي مواقع لقوات سوريا الديمقراطية، وطالت أيضاً مواقع لقوات النظام السوري الذي ينتشر عناصره في مناطق سيطرة الأكراد بموجب اتفاقات مسبقة كان هدفها منع التمدد التركي.
وبعد هدوء استمر ثلاثة أيام، استهدفت الطائرات الحربية التركية بكثافة، فجر الأحد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مناطق سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي.
وأسفرت الضربات التركية منذ 20 تشرين الثاني/نوفمبر عن مقتل نحو 65 شخصاً، بينهم 35 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية وحلفائها، و28 عنصراً من قوات النظام السوري، وفق المرصد، الذي أشار إلى أن معظمهم سقطوا في اليوم الأول للغارات.
ولم تعلن دمشق سوى عن مقتل "عدد" من عسكرييها في اليوم الأول للضربات.
ومنذ 2016، شنت أنقرة ثلاث عمليات عسكرية استهدفت أساساً المقاتلين الأكراد في سوريا، وسيطرت مع فصائل سورية موالية لها على منطقة حدودية واسعة. ومنذ آخر هجوم لها في 2019، هددت مراراً بشن عملية جديدة.
ضربات جوية ومدفعية تركية مكثفة على شمال سوريا
وكثفت تركيا ضرباتها الجوية في شمال سوريا مستهدفة مطار منغ العسكري وقرى بريف حلب الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخلال 5 أيام من الغارات الجوية التركية على المناطق الكردية بشمال سوريا، قُتل وأصيب نحو 125 شخصاً من العسكريين والمدنيين.
وذكر المرصد أن سلاح الجو التركي يوجه ضربات جوية مكثفة عبر الطيران الحربي والطائرات المسيّرة للمقاتلين الأكراد. ومن الأرض، قامت المدفعية التركية بإطلاق القذائف بشكل مكثف وعنيف على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
وقد أعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل 22 مسلحا من حزب العمل الكردستاني شمالي سوريا والعراق خلال اليومين الأخيرين من العمليات العسكرية.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي إنه تم تحييد عشرة مسلحين شمالي العراق، و12 مسلحا شمالي سوريا، مؤكدة أن الجيش التركي سيلاحق المسلحين أينما وجدوا.
وفي تطورات المواجهات شمال سوريا، أعلن الأكراد السوريون وقف عملياتهم ضد تنظيم داعش في ظل استمرار التهديدات التركية، كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أنها ستتصدى لأي عمل برّي تركي، مشيرة إلى مصرع اثنين من المقاتلين الموالين لتركيا في قصف على قاعدة تركية في منطقة أبو راسين شمال شرق سوريا.
قائد قسد، مظلوم عبدي، كان حذر خلال مؤتمر صحافي، السبت، من أن تركيا تحضر لهجمات جديدة وتوغل بري، مضيفاً أن أنقرة أبلغت الفصائل السورية الموالية لها للاستعداد والمشاركة.
غير أنه أكد أن قواته "جاهزة لصد أي هجوم بري والدفاع عن المنطقة وسكانها"، بعد أن أوقفت مؤقتاً عملياتها ضد "داعش".
واشنطن بدورها جددت معارضتها الشديدة لشن تركيا عملية عسكرية تلوّح بها منذ أيام في شمال سوريا. وطالبت أنقرة بوقف فوري لعملياتها العسكرية لأنها تهدد أمن الجنود الأميركيين المتواجدون في مواقع لقوات سوريا الديمقراطية..
في المقابل، أعربت روسيا عن أملها بعدول تركيا عن تنفيذ عملياتها العسكرية البرية شمال سوريا، واعتبرت أن لا أحد يريد تصعيد التوتر.
ووسط تحذير قوات سوريا الديمقراطية من أن تركيا تحضر لهجمات جديدة وتوغل بري في الشمال السوري، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بدخول تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات التحالف الدولي مناطق شمال وشرق سوريا قادمة من إقليم كردستان العراق.
وتتألف التعزيزات من نحو 100 شاحنة دخلت الأراضي السورية عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، بحسب المرصد الذي لفت إلى أنها عبرت مدينة القامشلي واتجهت نحو قواعد أميركية جنوب الحسكة.
كما أضاف أن هذه سادس قافلة لقوات التحالف تدخل مناطق شمال وشرق سوريا خلال شهر نوفمبر.