أعلنت لجنة أطباء السودان، الخميس، ارتفاع عدد ضحايا احتجاجات العاصمة الخرطوم التي تطالب بحكم مدني إلى 3 قتلى.
وقد انطلقت مظاهرات حاشدة بالخرطوم ومدن أخرى، وطالبت بـ”حكم مدني كامل”، بدعوة من “لجان المقاومة” (مكونة من نشطاء).
وقالت لجنة أطباء السودان (غير حكومية) في بيان: “ارتقت روح شهيد ثالث بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم ولم يتم التعرف على هويته بعد”.
وأضافت أنه “أصيب برصاص حي في الصدر من قبل قوات السلطة الانقلابية خلال مشاركته في مظاهرات 6 يناير (كانون الثاني)”.
ولفتت إلى أن “عدد الشهداء الذين حصدتهم آلة الانقلاب ارتفع (منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ) إلى 60 شهيدا”، فيما لم يصدر على الفور تعليق من السلطات السودانية بالخصوص.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، عن مقتل متظاهرين اثنين برصاص قوات الأمن خلال مشاركتهما في المظاهرات بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
اقتحام مستشفى في أم درمان
وقالت وزارة الصحة السودانية، الخميس، إن الشرطة اقتحمت مستشفى “الأربعين” بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، واعتدت على الكوادر الطبية والمصابين في التظاهرات المطالبة بـ”حكم مدني”.
وذكرت وزارة الصحة ولاية الخرطوم، عبر صفحتها في “فيسبوك”، أنه مع “استمرار انتهاكات الانقلابيين (تقصد المجلس العسكري)، تم اقتحام مستشفى الأربعين”.
واتهمت الوزارة قوات جهازي الشرطة والمخابرات بـ”الاعتداء” على المصابين والكوادر الطبية ما أدى إلى وقوع إصابات بينهم.
وأضافت: “نحمل قوات المجلس العسكري الانقلابي سلامة المرضى والكوادر الطبية، وندعو كل المنظمات الدولية بتوثيق كل هذه الانتهاكات التي تتعدى على حقوق الإنسان وتُخالف كل المواثيق والمعاهدات الدولية”.
من جهتها قالت “لجان مقاومة” أحياء مدينة بحري في بيان: “يتعرض موكب بحري لقمع مفرط وإطلاق للرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين السلميين في المحطة الوسطى وحلة حمد وحي الأملاك من قبل القوات الانقلابية”.
وأضافت: “القوات ترتدي أزياء الجيش والشرطة ومكافحة الشغب والشرطة الأمنية والاحتياطي المركزي”، فيما لم يصدر على الفور تعليق من السلطات الأمنية السودانية حول تلك الاتهامات.
وانقطعت خدمات الإنترنت والهاتف المحمول بدرجة كبيرة قبل المظاهرات، كما حدث في احتجاجات سابقة، وأُغلقت بعض الجسور الواصلة بين الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان.
وقال متظاهرون في وقت سابق إنهم سيحاولون الوصول إلى القصر الرئاسي بالخرطوم ساعين لمواصلة الضغط على الجيش الذي أوقف، في انقلاب عسكري في أكتوبر تشرين الأول، اقتسام السلطة الذي جرى التفاوض عليه بعد الإطاحة بحكم عمر البشير في عام 2019.
وأفاد بيان من لجان أحياء بحري التي تنظم المظاهرات في المدينة صدر أمس “سنحتل غدا الشوارع مجددا متوجهين لقصر الطاغية رافضين لحكم العسكر متمسكين بسلميتنا سلاحنا الأقوى”.
وأظهرت تسجيلات مصورة وصور نشرها نشطاء وجماعات مدنية على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتسن التحقق من صحتها، إطلاقا كثيفا للغاز المسيل للدموع في العاصمة. كما أظهرت حشودا في مدن أخرى في مختلف أرجاء السودان.
وعلى الرغم من تعهد الجيش بالسماح بالاحتجاجات السلمية، قال مسعفون متحالفون مع الحركة الاحتجاجية إن الحملات على المحتجين منذ الانقلاب أسفرت عن مقتل 60 شخصا على الأقل وإصابة آخرين بجروح.
وقال صحافيون من رويترز ومرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت إن الاتصالات وخدمة الإنترنت على الهواتف المحمولة تعطلت منذ الصباح.
وتأتي الاحتجاجات بعد 4 أيام من استقالة عبد الله حمدوك من رئاسة الوزراء مما أدخل مستقبل السودان في حالة غموض.
وتولى حمدوك رئاسة الوزراء في 2019 وأشرف على إصلاحات اقتصادية كبيرة قبل أن يخلعه الانقلاب ثم يعيده في محاولة فاشلة لإنقاذ اتفاق اقتسام السلطة.